أشرفت وزير الثقافة والفنون السيدة مليكة بن دودة عن بعد  على افتتاح فعاليات الطبعة ال 13 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي و ذلك بحضور الأمين العام لولاية وهران فوضيل العيداني الذي ناب عن والي الولاية إبراهيم أوشان  و أقيم حفل الافتتاح بقاعة مركز المؤتمرات محمد بن أحمد.
وخلال كلمتها الافتتاحية قالت السيدة بن دودة :"
السينما : قوة ناعمة في وجه التوحش
وتتزامن الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للفيلم العربي مع ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، ذلك الحدث الفاصل الذي سجل صفحة عظيمة في تاريخ الشعوب المكافحة ضد الاستعمار، ومنح الجزائر سيادتها وفتح أمامها آفاق استعادة الهوية الثقافية.
تتجاوز هذه الدورة الاحتفال السينمائي؛ وترومُ أن تكون بمثابة المساهمة في مرحلة المقاومة الثقافية في زمن ما بعد الاستعمار، حيث يلتقي الفن بالالتزام والجمال بالموقف الأخلاقي في زمن تتعدد فيه أدوات القوة، تبقى الكلمة والصورة والفن وسيلةً قادرة على مقاومة التعسف وإحقاق الحق. تؤدّي السينما اليوم دور السلاح الجديد للمقاومة الناعمة : ليس بالسلاح الذي يقتل، بل بالسلاح الذي يوقظ الضمير، ويصنع التاريخ من خلال شهادات حية ويربط بين الذاكرة الفردية والجماعية؛ ومن هنا أردنا لهذه الدورة أن تولي اهتمامًا خاصاً بالقضية الفلسطينية؛ لأنّ الشاشة قادرة على توثيق الألم، وإعلان الحقيقة، وحفظ كرامة شعب يتعرض لمحاولات طمس وتشويه وهدم منهجي.
نؤكد أن السينما تساهم في حفظ الكرامة العربية أمام أشكال التغوّل والعنصرية التي تستهدف وجود الشعب الفلسطيني، وتعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية. لأنّ الفن بشفافيته وصدق رسالته، يُواجه مشاريع التجزئة والإقصاء عبر إبراز وجوه الضحايا، وحكايات المقاومة اليومية، وذاكرة الأرض التي لا تُمحى. لیست السينما ترف؛ إنّها معركة جمالية وقيمية تقف إلى جانب الحق والعدالة والكرامة الإنسانية. وفي هذا المهرجان نؤمن بأن العمل السينمائي يمكن أن يكون شاهداً ومحارباً للظلم وأنه يملك القدرة على التأثير في الوعي العام، وإعادة تشكيل الخرائط الرمزية التي تستهدفنا. نحيي في هذه الدورة السينمائيين والمبدعين الذين جعلوا من الكاميرا أداة للعدالة، ومن القصة جسرًا بين ضحايا التاريخ ومواكب الأمل. ولتظل شاشتنا العربية منبراً لصرخات الحق، وفضاءً للحوار، ومكانًا للالتقاء بين الجمال والموقف النبيل." من جهته قال في كلمته الأمين العام لولاية وهران فوضيل العيداني "نتشرف بوجودكم معنا في وهران عاصمة الثقافة و الجمال ، مهرجان الفيلم العربي بوهران الذي يعد تظاهرة فنية بارزة الرامية لتطوير السينما و تسليط الضوء على السينما العربية و بهذه المناسبة الخاصة نرحب بكم كل بإسمه و مقامه
وفي كلمة ألقاها عبد القادر جريو محافظ  المهرجان جاء فيها :"   الحدث الذي يُعد من أبرز المواعيد السينمائية في الجزائر والعالم العربي  ويأتي هذا الحدث الثقافي الكبير ليؤكد مكانة الجزائر كمنارة فنية في الساحة العربية، وفضاء للحوار والإبداع بين صُنّاع  السينما من مختلف البلدان." كما حظيت أسماء بارزة في السينما العربية  بتكريم خلال فعاليات  الدورة 13 من المهرجان ويتعلّق الأمر بكل من الفنانة المصرية القديرة نادية الجندي، الفنان الجزائري القدير سيد أحمد أقومي، النجم السوري العالمي غسان مسعود، النجم المصري أشرف زكي، المخرج الجزائري العالمي رشيد بوشارب . وتُقام الدورة الجديدة للمهرجان تحت شعار "السينما... ذاكرة الشعوب وجسر للتواصل"، بمشاركة واسعة من مخرجين وممثلين ومنتجين من أكثر من 15 دولة عربية، إلى جانب حضور ضيوف شرف من إفريقيا وأوروبا. كما يهدف المهرجان إلى تعزيز الإنتاج السينمائي العربي وتشجيع المواهب الشابة، إضافة إلى إبراز القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تشغل المجتمعات العربية، عبر الشاشة الكبيرة.
“60 فيلماً يشارك في الدورة الـ13 من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، والجمهور مدعو بقوة لحضور العروض في مختلف قاعات السينما.”
وتتضمن هذه الدورة ثلاث مسابقات رئيسية:
مسابقة الأفلام الطويلة،
مسابقة الأفلام القصيرة،
ومسابقة الأفلام الوثائقية،
حيث يتنافس المبدعون على نيل جائزة الوهر الذهبي، وهي أرفع تتويج يمنحه المهرجان.
فلسطين في قلب المهرجان ببرنامج " فلسطين إلى الأبد"، حيث سيتم عرض 10 أفلام فلسطينية خلال هذه الدورة موزعة بين الأفلام الروائية الطويلة القصيرة والوثائقية.
كما يُنظم على هامش التظاهرة عدد من الورشات التدريبية والندوات الفكرية والعروض المفتوحة للجمهور في قاعات السينما والساحات العامة، مما يجعل من وهران عاصمة للسينما العربية طيلة أيام المهرجان.
وتسعى إدارة المهرجان في دورة 2025 إلى تعزيز حضور المرأة في المجال السينمائي، وتشجيع التعاون المشترك بين الدول العربية في مجال الإنتاج والتوزيع، تأكيداً على الدور الثقافي للسينما كأداة للتقارب بين الشعوب. و بذلك، يواصل مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي أداء رسالته كجسرٍ يجمع الفنانين والمبدعين العرب، ويُسهم في إعادة الاعتبار للفن السابع كقوة ناعمة تُعبّر عن هوية الأمة وتطلعاتها.
							 
							
						 
												
												
											
										 
								
								
								 
															 
															 
															
أكتب تعليقك