"عشّاق الجزائر"..مزيج متناسق بين صدق الاداء وجمال التصوير

"عشّاق الجزائر"..مزيج متناسق بين صدق الاداء وجمال التصوير
ثقافة
شهدت قاعة السينماتيك بوهران، العرض الخاص للفيلم الروائي الطويل "عشّاق الجزائر" للمخرج محمد شرف الدين قطيطة، في عملٍ إنسانيّ وتاريخيّ يدمج بين الرومانسية والنضال الوطني، مستلهماً من واقع عاشه الجزائريون خلال الحقبة الاستعمارية. الفيلم، الذي تبلغ مدته 210 دقيقة، من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما بالشراكة مع شركة "أنتارس" للإنتاج، عن سيناريو يوسف دريس ومعالجة درامية لـ حفيظ بوعلام. ويُعد هذا العمل شهادة فنية على مرحلة حساسة من تاريخ الجزائر، يسلّط الضوء فيها على معاناة الجزائريين تحت نير الاستعمار الفرنسي، وما واجهوه من تمييز وعنصرية واستغلال يُقدّم الفيلم صورة مؤثرة عن الجزائريين بعد الحرب العالمية الثانية، حين فُرض عليهم التجنيد الإجباري للقتال في صفوف جيش المستعمر، وما نتج عنه من يُتم وفقر وفقدان للأمل داخل الأسرة الجزائرية. ومن خلال مشاهد نابضة بالواقعية، يعرض العمل رحلة تشكّل الوعي الوطني، وتنامي روح المقاومة التي توّجت بثورة نوفمبر المجيدة عام 1954. تتمحور القصة حول شخصية دحمان، الذي أدى دوره الممثل الشاب شفيق بيرواز الطالب المتفوق الذي يعيش قصة تنتهي بمأساة، تكشف له الوجه الحقيقي للمستعمر الفرنسي. تجربة تدفعه إلى الالتحاق بجبهة التحرير الوطني، حاملاً معه قلمه ووعيه وثورته الداخلية، ليصبح رمزًا لجيلٍ من المثقفين الذين ساهموا في تحرير الوطن. نجح المخرج محمد شرف الدين قطيطة في المزج بين السرد السينمائي والجانب التوثيقي، معتمداً على تسلسل زمني متماسك يربط بين الماضي والحاضر. وقد استعان بصور أرشيفية حقيقية من الثورة التحريرية، مما منح الفيلم طابعًا واقعيًا وأضفى عليه قيمة تاريخية ووطنية عالية. حظي الفيلم بتفاعل كبير من جمهور وهران، الذين عبّروا عن تأثرهم بصدق الأداء وجمال التصوير والموسيقى التصويرية التي زادت من عمق المشاعر. كما أشاد النقاد بالمعالجة الفنية للمخرج واعتبروا الفيلم رسالة حب للوطن وتكريمًا لذاكرة الشهداء والمجاهدين.

يرجى كتابة : تعليقك