أحيت ولاية مستغانم تحت إشراف الأمين عام للولاية ممثلا للوالي احمد بودوح والي الولاية أحمد بودوح، الذكرى 71 لاستشهاد البطل الشهيد بن عبد المالك رمضان أحد مفجري ثورة نوفمبر المجيدة ضمن المجموعة 22 وذلك في مراسيم أقيمت ببلدية بن عبد المالك رمضان شرق مستغانم التي تحمل اسمه ، أين تنقل الوفد الرسمي بحضور السلطات الأمنية والعسكرية رفقة الأسرة الثورية والكشافة الإسلامية إلى الساحة المحاذية للنصب التذكاري، وأمام جمع من سكان المنطقة تم رفع العلم الوطني على أنغام النشيد الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الأبرار.
كما تمت زيارة مغارة "بداني يوسف" التي كان الشهيد بن عبد المالك رمضان يعقد بها اجتماعاته السرية رفقة مجاهدي المنطقة تحضيرا للثورة المظفرة في وجه المستعمر الغاشم يوم 1 نوفمبر، إلا أنه سقط شهيدا في ميدان الشرف بعد 4 أيام من اندلاع الثورة التحريرية.
وبذات المناسبة تم زيارة معرض الوثائق التاريخية بمتحف المجاهد التي تعرف بمولد ونشأة الشهيد والتحضير للثورة التحريرية، والصور الشاهدة على بشاعة وجرائم المستعمر الغاشم.
وقد ولد بن عبد المالك رمضان في مارس 1928 بقسنطينة، ونشأ في عائلة فقيرة، حيث زاول دراسته الابتدائي والمتوسط بمسقط رأسه قبل أن يلتحق بخلايا حزب الشعب الجزائري السرية في نهاية الحرب العالمية الثانية.
بداية نشاطه السياسي كانت مبكرة، إذ انضم بن عبد المالك رمضان إلى المنظمة الخاصة عام 1948 وأدى دورا نشيطا فيها، وبعد اكتشاف السلطات الاستعمارية لوجود هذا التنظيم وتفكيكه، ظل يناضل من أجل وحدة حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وتمكن من تجنيد عناصر فاعلة بمنطقة تلمسان .
كما شارك بن عبد المالك رمضان في اجتماع الـ 22 في جوان 1954 وكان عضوا فاعلا فيه، هذا الاجتماع الذي اعتبره الوطنيون أول خطوة في الطريق نحو الثورة على النظام الاستعماري عن طريق العمل المسلح.
وخلال كفاحه الثوري عين مساعدا للعربي بن مهيدي، قائد المنطقة الوهرانية، الذي كلفه بالإشراف على التحضير المكثف لأفواج المجاهدين في منطقة مستغانم وتدريبهم على السلاح والخطط القتالية تحسبا لاندلاع الثورة.
وفي يوم 01 نوفمبر 1954 قاد بن عبد المالك رمضان الهجومات المسلحة على مقر قيادة الدرك بـ سيدي علي حاليا 45 كلم شرق مستغانم مما أدى إلى مقتل أحد الفرنسيين.
وقد استشهد بن عبد المالك رمضان في 04 نوفمبر 1954 بالقرب من سيدي علي، خلال اشتباك بين مجموعته وقوات الاحتلال، وبذلك يكون أول قائد عسكري للثورة يسقط في ميدان الشرف، وقد أعطي اسمه للبلدية التي سقط شهيدا على ترابها.
قد تم مؤخرا بالمتحف الولائي للمجاهد بمستغانم فتح فضاء متحفي خاص بالشهيد بن عبد المالك رمضان لإبراز الدور البطولي والمسار النضالي لهذا البطل ضمن الحركة الوطنية ومجموعة الـ22 التاريخية وفي قيادة المنطقة الرابعة والتحضير للثورة المجيدة عشية الفاتح نوفمبر 1954. ويضم هذا الفضاء، جداريات وصور ومقتنيات متحفية مختلفة ومجسم للشهيد ومغارة نموذجية تحاكي المغارة التي احتضنت الاجتماع الذي عقده بمناضلي المنطقة للتخطيط لهجومات الفاتح نوفمبر 1954.
أكتب تعليقك