أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق ,عبد المالك تاشريفت, اليوم الخميس أن "الوعي التاريخي المتجدد لأمجاد ومكاسب الماضي كان وسيظل رصيد الأمة من القيم الخالدة ومرجعيتها الناصعة التي تهتدي بها وتستلهم منها المعاني والدروس".
وشدد الوزير, في كلمته ألقاها نيابة عنه مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954, حسين عبد الستار, في الملتقى الوطني المنظم من طرف الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني بوهران بمناسبة الذكرى ال 71 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة, على ضرورة "التجند والوفاء لعهد الشهداء إدراكا منا بأن الوعي التاريخي المتجدد لأمجاد ومكاسب الماضي كان وسيظل رصيد الأمة من القيم الخالدة ومرجعيتها الناصعة التي تهتدي بها وتستلهم منها المعاني والدروس والذخيرة الحية في شحن الضمير والوجدان واستنفار العقول والأبدان لرص الصفوف استمرارا لروح نوفمبر وحفاظا على وحدة الوطن".
ولفت إلى أن "ذكرى الشهداء والمخلصين من أبناء الوطن ستظل حية وحاضرة في ذاكرة الأجيال, خالدة في الوجدان, وأننا في بيتنا المتحد الموحد ماضون نحو صون الوطن الذي أسسه أباؤنا على قيم البذل والعطاء ومناصرة الحق ونصرة المظلوم ولن تزيدنا تضحيات شهدائنا إلا عزيمة وإصرارا وقوة وتماسكا وتلاحما", مشيرا إلى أن الوطن لا ينسى أبدا من بذلوا الدماء وقدموا الأرواح وحطموا حواجز الخوف".
وأضاف السيد تاشريفت أن "تاريخ الفاتح من نوفمبر بحق حدث دام في تاريخ أمتنا الطافح بالمقاومات والنضالات ومكابدة المعاناة ورمزا خالدا لإرادة شعبنا الجبارة وتصميمه المستميت على انتزاع حريته واسترجاع سيادته بعقيدة راسخة أمن بها الوطنيون الأحرار من أبناء الجزائر, ميزتهم قوة العبقرية والسمو في العقيدة والتفاني والتضحية من أجل الوطن وفي سبيله, فتحركت ضمائرهم الحية ووجدانهم المليء بالإيمان وحب الوطن ومن عمق الشعب استمدوا قوتهم وعزيمتهم وعمقهم الاستراتيجي".
وقال الوزير "إذ نحيي اليوم فعاليات هذا اليوم الأغر, فإننا نستحضر أيضا معاناة فئة كبار معطوبي حرب التحرير الوطني المتضررة جراء ملايين الألغام التي زرعها الاستدمار في الحدود الشرقية والغربية وفي مناطق أخرى, هذه الجريمة الاستعمارية النكراء والمرعبة تضاف إلى ألاف الجرائم الأخرى المرتكبة في حق الشعب الجزائري إبان الاحتلال لما جرته من أضرار وخسائر في الأرواح وألحقت الكثير من العاهات والإعاقات وسط كثير من الجزائريين أثناء الثورة التحريرية المظفرة وبعد الاستقلال وهي بحق جريمة على الأرض والإنسان".
وذكر السيد تاشريفت بأن هذه الفئة المخلصة تحظى بعناية كريمة من الدولة الجزائرية من خلال توفير الامكانات وحشد الموارد البشرية للتكفل بنجاعة بفئة المعطوبين وضحايا الألغام والمدنيين ولتمكينهم من الاستفادة من الحقوق. كما حيا الوزير أفراد الجيش ال
وطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني على جهودهم الوطنية النبيلة في تطهير المناطق الحدودية الملغمة والملوثة وإزالة بقايا المتفجرات التي زرعت من طرف المستعمر إبان الثورة التحريرية المظفرة.
من جهته, دعا رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني, حي عبد النبي, الشباب إلى "المحافظة على الذاكرة التاريخية والسيادة الوطنية وعلى المكاسب المحققة", باعتبارها -مثلما قال- "أمانة ضحى من أجلها الشهداء كي تنعم الجزائر اليوم بالحرية والسلم ونعيش نحن أحرارا وأسيادا في وطننا".
وأكد أن "الجزائر اليوم حصن منيع بشعبها الحر المميز وجيشها القوي الشجاع سليل جيش التحرير الوطني وكل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها ووحدتها سيحطم على أسوارها الصلبة".
أكتب تعليقك