ورشة تطبيقية برواق الفن كور تكشف أسرار جمال الخط العربي في اليوم الثاني من معرض "لقاء الخط بوهران"

ورشة تطبيقية برواق الفن كور  تكشف أسرار جمال الخط العربي  في اليوم الثاني من معرض "لقاء الخط بوهران"
وهران
تواصلت اليوم فعاليات اليوم الثاني من معرض "لقاء الخط بوهران" بمتحف أحمد زبانة، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي واليوم العالمي للغة العربية، من خلال تنظيم ورشة فنية متخصصة في فن الحروفية و ذلك برواق الفن كور شارك فيها طلبة جامعيون وخطاطون، وسط حضور نوعي وتفاعل واسع من المهتمين. الورشة كانت من تقديم الفنان التشكيلي نور الدين كور الذي قدّم خلال الورشة شروحًا دقيقة حول مراحل صناعة اللوحة الحروفية، انطلاقًا من الفكرة الأولى ورسم الخطوط التمهيدية، مرورًا باختيار الألوان وتوزيع العناصر، وصولًا إلى اكتمال العمل الفني. وقد شكّل هذا الشرح العملي فرصة للطلبة لفهم كيفية تحوّل خطوات بسيطة ومتدرجة إلى لوحة متكاملة تنبض بالحس الجمالي. وفي حديثه عن مشاركته في الورشة، صرّح الفنان والخطاط نور الدين أن هذه الورشة سمحت للطلبة بالاقتراب الحقيقي من فن الحروفية، ورؤية المراحل الخفية التي يمر بها العمل الفني قبل اكتماله. الحروف تبدو لهم معقدة في اللوحة النهائية، لكن عندما يشاهدون كيف نبدأ خطوة بخطوة، يكتشفون أن هذا الفن قائم على الصبر والدقة والجمال. سر الحروف يكمن في بساطتها الأولى قبل أن تتشكل في لوحة مُفعمة بالألوان والروح. وأضاف كور أنّ مشاركته في المعرض كانت فرصة لإبراز الأعمال الحروفية الخمس التي قدّمها، موضحًا أنّ لهذا الفن القدرة على شدّ انتباه الجيل الجديد وإيقاظ طاقاته الإبداعية. من جهته، أكد مولاي عبد الرحيم، مؤسس دار مولاي لفن الخط العربي، و مؤسس شعار الجامع الأكبر أنّ إحياء فنون الخط أصبح توجّهًا عالميًا، خاصة تلك المرتبطة بكتابة القرآن الكريم. يضيف السيد مولاي اننا نشهد اليوم عودة قوية للاهتمام بالخط العربي لأنه فنّ يرتبط بالنص القرآني، ويُعدّ من الفنون المقدّسة التي حافظت على جمالية المصحف الشريف عبر العصور. لهذا نرى الاهتمام يتزايد بالمخطوطات والأقلام التقليدية والحبر والورق، فهي أدوات تحمل إرثًا تاريخيًا وروحًا خاصة تجعل من كل لوحة تجربة فنية وروحية. وأضاف أنّ مشاركته في هذه التظاهرة تأتي لتعزيز حضور الخط العربي في الساحة الفنية بوهران، وتشجيع المواهب الشابة على احتضان هذا الفن الأصيل. وقد لاحظ المشرفون تفاعلًا كبيرًا من الطلبة الذين اكتشفوا لأول مرة أسرار بناء اللوحة الحروفية، وكيف تتداخل الألوان والخطوط لتشكّل عملاً فنيًا متناغمًا. كما ساهمت هذه الورشة في تقريب الجمهور من فن الحروفية وإبراز دوره في التعبير عن الهوية والثقافة والتراث الجزائري. تتواصل الفعالية بعدة نشاطات من بينها الجولات السياحية التاريخية لمنطقة وهران و بالتأكيد على أهمية هذه الورشات في تعزيز الذائقة الفنية للجمهور، وتشجيع الجيل الجديد على الانخراط في عالم الخط العربي، الذي يظل من أهم الفنون التي تعبّر عن الأصالة والعمق الحضاري.

يرجى كتابة : تعليقك