يعيش سكان بلدية عين البيضاء التابعة لدائرة حمام بوحجر بولاية عين تموشنت ظروفا معيشية صعبة وبدائية نظرا للوضعية العامة للمنطقة ، أين تغيب أبسط متطلبات الحياة اليومية للمواطنين هناك، فعند وصولك إلى هذه البلدية أول شيء تلاحظه غياب البنية التحتية من تعبيد للطرقات والأرصفة وأعمدة الإنارة العمومية، فأصحاب السيارات هم الأكثر تضررا بسبب غياب الطرقات، حيث تتعرض مركباتهم إلى أعطاب متكررة وفي فترات قصيرة.
كما تعرف المنطقة تذبذبا في تزويد السكان بالماء، فبعض ميسوري الحال يتمونون من شراء صهاريج لتخزين مياهها واستعمالها أيام انقطاعه في الحنفيات، أما محدودي الدخل والفئات الهشة فيتنقلون مسافات طويلة لشراء الماء أو يبقون في حالة جفاف الأمر الذي يزيد من حالة الغبن بمنطقة الظل هذه.
وبالنسبة للسكنات فهي تعود إلى حقبة ما بعد الاستقلال، إذ تنتشر هناك السكنات الريفية التي بنيت خلال الثورة الزراعية إبان حكم الرئيس الراحل هواري بومدين ، فوضعية تلك السكنات لا تنبئ بالخير فهي جد مهترئة وآيلة للسقوط وعاش قاطنوها لسنوات طوال بدون غاز طبيعي أين كانوا يعتمدون على قارورات الغاز إلى أن عرفت ربطا بالغاز منذ سنتين كأقصى تقدير ، إلا أن أغلب المواطنين هناك لم يتمكنوا من إدخال الغاز لبيوتهم بسبب وضعيتهم المالية المزرية.
أما من ناحية الوثائق فمعظم القاطنين بها لا يملكون أوراق الملكية رغم مرور سنوات طويلة على تواجدهم بها، لأنها ذات طابع اجتماعي وحسبهم فإنهم لا يملكون حق دفع مستحقات بيوتهم حتى يتمكنون من نقل حق الملكية إلى أنفسهم خاصة وأن معظم المالكين ليست لهم وظائف، في ظل نقص مناصب الشغل بذات البلدية، حيث يعتمد الرجال والشباب على الأعمال اليومية، في ورشات البناء والفلاحة بأجر يومي ، أما النسوة فيقمن بالأعمال اليدوية من خياطة وطبخ وإعادة بيع منتجاتهم لكسب قوت يومهن.
وهناك عائلات تقوم بتربية الدواجن للاستفادة من لحومها والبيض الذي تنتجه ، كما تعرف المنطقة انتشارا واسعا لظاهرة عمالة الأطفال خاصة في العطل السنوية، حيث يقومون ببيع ما تصنعه أمهاتهن وكذا الخضر والفواكه التي يقطفونها من الحقول على حافة الطرقات عند مداخل البلدية .
وعند التجول بالمكان لا تجد ولا مرفق واحد خاص بالصحة الجوارية، ومنه عندما يمرض أحد المواطنين هناك فهو مجبر على التنقل مسافة 6 كلم نحو بلدية حاسي الغلة أو إلى بلدية حمام بوحجر لتلقي العلاج .
وبالحديث عن البنية التحتية وجب علينا تسليط الضوء على انعدام مراكز الترفيه من مساحات خضراء وملاعب جوارية وحدائق للألعاب مخصصة للأطفال والشباب للترفيه عن نفسهم والابتعاد عن الآفات الاجتماعية .
وعبر الجمهورية أونلاين يبعث هؤلاء المواطنون برسالة لمسؤولي ولاية عين تموشنت للنظر في وضعية البلدية، والتدخل لتحسين ظروف معيشة سكانها، ويؤكدون على ضرورة تعبيد الطرقات التي تعتبر أولوية لديهم خاصة في فصل الشتاء أين تصبح حركة السير صعبة بالنسبة للراجلين وأصحاب المركبات على حد سواء ، كما يطالبون بوضع حيز الخدمة لعيادة أو مصحة متعددة الخدمات وجعلها ذات دوام 24 سا / 24 سا ، 7أيام على 7 أيام لتخفيف مصاريف ومشقة التنقل على المرضى.
كما يرجون من السلطات الولائية وضع حل من أجل نقل ملكية السكنات لمالكيها ، أما عن الشغل فألح شباب المنطقة خاصة على إبلاغ صوتهم قائلين :" نحن نعاني في صمت في ظل غياب أي مصدر للرزق ونتمنى من السلطات أن تنظر إلى حالتنا " .
وبالنسبة للأطفال فهم يحلمون بحديقة بها ألعاب وغطاء نباتي للعب والاستمتاع بأوقاتهم رفقة عائلاتهم ، وعن توزيع المياه يرجون وضع مخطط خاصة في فصل الصيف ، وفي الختام يناشدون السلطات للوقوف على أرض الواقع ببلدية عين البيضاء والاستماع مباشرة للسكان لحل مشاكلهم، كما أوصى بذلك رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لتوفير حياة كريمة لسكان مناطق الظل .