باتت وكالات التشغيل المحلية بفروعها بولاية مستغانم قبلة للسكان من كل الأعمار، منذ الإعلان عن المنحة ما تسبب في ضغوط رهيبة ، حيث انتشرت صور وفيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي، لطوابير يومية أمام الوكالات المحلية للتشغيل لاسيما بعين تادلس و سيدي علي و مستغانم.
حيث أن أكبر انشغال يطرحه البطالون في هذا المجال ، متعلق بتحديد السن الأقصى للاستفادة من المنحة. فالغالبية ترى وجود إجحاف في تحديد السن عند 40 سنة فقط، لاسيما الذين تفوق أعمارهم الأربعين بأيام أو شهور ، وفقدوا الأمل في الحصول على وظيفة..إلى جانب ذلك ، فقد اشتكى غالبية البطالين من عدم وجود فروع للوكالة الولائية للتشغيل ببعض الدوائر على غرار بوقيراط ، حيث يشترط التنقل نحو عين تادلس أو بالمقر المتواجد بعاصمة الولاية أو سيدي علي و هو ما ولد ضغطا رهيبا على هذه المقرات . ناهيك عن انشغال بقية الشباب فيما يخص عدم خروج أسمائهم بعد عملية التسجيل لعدة مرات . كما أكد عدد من المعاقين بأنهم توجهوا إلى مختلف مكاتب الوكالات، و تم رفض تسجيلهم، بحجة أن التسجيل يتم عبر الموقع المخصص لذلك، فقط. في المقابل ، يطرح البعض أسئلة تبدو غير منطقية، إذ يتساءلون إن كان التسجيل يتم ببطاقة التعريف الخضراء، أم البيومترية !! و زوجات تؤكدن، بأن أزواجهُن موظفون، فهل بإمكانهن الاستفادة من المنحة !!
• "رفض تسجيل طلبة و متربصين متخرجين بسبب التأمين"
إلى جانب ذلك ، تفاجأ الكثير من البطالين الذين تتوفر فيهم شروط الحصول على منحة البطالة، من رفض تسجيلهم عبر المنصة الرقميّة، بمبرّرات مختلفة، وأهمها اشتراكهم في مؤسسة الضمان الاجتماعي، وغالبيّة هؤلاء من الطلبة السابقين بالجامعات و متربصين بمراكز التكوين المهني ، الذين لم يشطبوا تسجيلهم بعد تخرجهم..في الوقت الذي أزالت فيه وكالة التشغيل اللبس، من خلال إصدارها بيانا، تطلب فيه من خريجي الجامعات و معاهد و مراكز التكوين، الذين لا يزال تأمينهم ساري المفعول، التوجه إلى مصالح الضمان الاجتماعي لغير الأجراء من أجل تسوية وضعيتهم وتوقيف الانتساب. و أضاف البيان، أن هذا الإجراء سيسمح للراغبين للاستفادة من منحة البطالة من إتمام عملية التسجيل بنجاح عبر الموقع المخصص لذلك
.
• "ماكثات بالبيوت يبحثن عن المنحة"
و من بين المتواجدين في الطوابير أمام وكالات التشغيل للاستفادة من منحة البطالة، يوجد المسجلين من نساء ماكثات بالبيوت ذات مستوى جامعي ، لم يسبق لهن العمل قط أو الاهتمام بالبحث عن وظيفة ومنهن من يرفض أهلهن أو أزواجهن أصلا فكرة العمل، ما يؤكد أن غالبية هؤلاء، يجهلن أهم شرط للاستفادة من المنحة، وهو تسجيلهن في بطاقية وطنية لدى وكالات التشغيل المحلية، والأخيرة تتولى إيجاد منصب عمل لهن، وفي حال رفضهن لمرتين متتاليتين يتم إقصاؤهن من المنحة آليا، وهو ما يطرح عديد التساؤلات.
• "ضغط رهيب بمقاهي الانترنيت"
من جانبهم ، أكد عدد من أصحاب مقاهي الانترنيت بالولاية انه منذ إطلاق عملية التسجيل للاستفادة من هذه المنحة و هم يعانون من حالة اكتظاظ رهيبة ، لدرجة رفض بعض أصحابها استقبال محاولات الراغبين في التسجيل المتكررة دون جدوى، بحجة إزعاج بقية الزبائن و أوضح أحدهم بمستغانم انه لم يتوقف الشباب من مختلف الأعمار، عن محاولات التسجيل، وهو ما ولّد ضغطا رهيبا على محله الضيق، خاصة وأنه يضمن خدمات أخرى لزبائنه، ومنها تسجيل طلبات الحصول على موعد للفيزا، وبيع الأدوات المدرسية. و أشار أن الغالبية ممن حاولوا التسجيل عنده، رُفضت طلبات تسجيلهم لأسباب مختلفة، وأهمها امتلاكهم رقم تسجيل لدى الضمان الاجتماعي، على الرغم من محاولاته إفهامهم بأن تسجيلهم مرفوض، لكنهم حسبه يصرون على إعادة المحاولة لعشرات المرات، ثم يسدّدون ثمن محاولة تسجيل واحدة، فيما وجد آخرون صعوبة في التسجيل بسبب الضغط الهائل على الموقع.