الشلف تحيي الذكرى 61 لاستشهاد البطل الرائد عبد الرحمان كرزازي

الشلف تحيي الذكرى 61 لاستشهاد البطل الرائد عبد الرحمان كرزازي
الذاكرة
تحيي ولاية الشلف اليوم ذكرى استشهاد البطل الرائد عبد الرحمان كرزازي المدعو سي طارق في مثل هذا اليوم من سنة 1961 بدوار الشواقرية بالقرب من مركز بلدية بوقتدير بعد معركة ضارية خاضها رفقة رفاقه ضد جيش الاستعمار الغاشم الرائد سي طارق اسمه الحربي، يعد من القادة البارزين الذين قادوا ثورة التحرير بمنطقة الشلف وبجبال الظهرة التي احتضنت الثورة وأوت المجاهدين اسمه الحقيقي كرزازي عبد الرحمان المدعو سي طارق ابن ميلود وعثمان دراوية ولد يوم 19 ماي 1931 بمولاي إدريس عرش بني وارسوس دائرة الرمشي ولاية تلمسان، نشأ في أسرة مكونة من 10 اخوة (05 اناث و05 ذكور) تعتمد في عيشها على الفلاحة، لم تمكنه ظروف الحياة القاسية من متابعة تعليمه لكن والده لقنه مكارم الأخلاق. وهكذا نشأ سي طارق كغيره من سكان الجبال عطوفا على المظلومين، كما أكسبته البيئة التي نشأ فيها بنية قوية، عمل سي طارق في شبابه في الفلاحة كأقربائه من سكان عرش بني وارسوس، ثم استدعي في سنة 1951 لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية فأدرك البعد الشاسع بين حياة الفرنسيين وحياة الجزائريين، ثم تعززت هذه القناعة عندما هاجر الى فرنسا غداة اندلاع الثورة. رجع سي طارق الى أرض الوطن سنة 1955 وتزوج فوجد النظام الثوري قد ترسخ في تلك الجهة بفضل بعض الشباب المخلصين من أمثال الجبلي وأبو الحسن. التحق سي طارق بالثورة وانظم الى أفواج المجاهدين المشكلة حديثا، وبعد عملية "سوق الأربعاء" ومحاولته للقضاء على النقيب "بوفور" (مسؤول لاصاص بالرمشي) أصبح مطاردا و متابعا من الجيش الفرنسي، وما أن قدم "سي عثمان "الى تلك الجهة في مرحلة نشر الثورة حتى رافقه هو وأصدقائه إلى ناحية الظهرة " الشلف "حيث أصبح سي طارق قائدا لكتيبة لقنت العدو الفرنسي دروسا قاسية في حرب العصابات. كان سي طارق قائدا عسكريا محنكا في حرب العصابات يصول ويجول في الناحية الثانية بالمنطقة الرابعة بالولاية الخامسة، وقد تمكن سنة 1957 من قطع الطريق أمام وحدات الجيش الفرنسي التي أصبحت تحسب له ولجيشه ألف حساب وكان سي طارق يتفنن في نصب الكمائن للعدو لاغتنام المؤونة والذخيرة ،وفي 19 أفريل 1957 ،نصب كمينا لوحدة من الجيش الفرنسي في مكان يدعى أولاد عثمان حيث تمكن من القضاء على فصيلة كاملة واغتنم أسلحتها وألبستها وانسحب بدون خسائر تذكر ما عدا أربعة جرحى. كانت أخبار انتصاراته العسكرية تنتشر في كل مكان، وهكذا قرر "سي عثمان" قائد المنطقة في تلك الفترة ترقيته إلى رتبة عسكري في قيادة المنطقة الرابعة. وخلفه على رأس الكتيبة سي المنور ،وبعد أن التحق سي عثمان بالخارج سنة 1958 خلفه سي مجاهد على رأس المنطقة ،ثم سرعان ما استشهد هدا الأخير ليصبح سي طارق قائدا للمنطقة الرابعة برتبة نقيب. في15 أوت 1961 وفي دوار الشواقرية بلدية بوقادير ولاية الشلف حاليا، بعد وشاية تم كشف المخبئ الذي كان يتواجد به سي طارق رفقة مجموعة من المجاهدين حيث واجه هؤلاء العدو ببسالة الى أن سقطوا بميدان الشرف. ويعد الرائد كرزازي عبد الرحمان واحد من أبرز القادة العسكريين في الولاية الخامسة حيث مارس عدة مسؤوليات بصفوف جيش التحرير الوطني بداية بمسؤول فوج بناحيتي الظهرة والونشريس ثم مسؤول فصيلة ثم مسؤول كتيبة ثم مسؤول عسكري بالمنطقة الرابعة الولاية الخامسة ثم مسؤول سياسي بنفس المنطقة وأخيرا وقبل استشهاده ترقى الى رتبة رائد بنفس الولاية التاريخية رحمه الله ورحم كل الشهداء المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

يرجى كتابة : تعليقك