شاطئ الأندلسيات بالباهية

امتزاج بين سحر الطبيعة وتاريخ المنطقة

امتزاج بين سحر الطبيعة وتاريخ المنطقة
صيفيات
تتمتع عروس البحر الأبيض المتوسط "الباهية" وهران بمناطق وأماكن سياحية عذراء غاية في الجمال والروعة من حيث سحر الطبيعة وتاريخ الولاية ومواقعها السياحية الأثرية التي ينتابك شغف وفضول زيارتها والتجول بها، كلما سمعت روايات وقصص عن تاريخها الحافل بالبطولات التي كانت سببا في تحرير المدينة من الطامعين فيها وتوالي الحضارات عليها زاد من غناها وتنوع عاداتها وتقاليدها إذ تتربع مدينة وهران على مساحة 2121كلم2 وشريط ساحلي يبلغ طوله 124كلم، يضم ما يزيد عن 34 شاطئا من بين أجمل شواطئ الجزائر . وشاطئ "الأندلسيات" الواقع ببلدية العنصر دائرة عين الترك هو واحد من بين أهم وأشهر الشواطئ التي تزخر بها عاصمة المتوسط إذ لا يمكن أن تجلس بشاطئ "الأندلسيات" بوهران ولا تغوص بمخيلتك في أعماق التاريخ لتستحضر قصة " فتح وسقوط الأندلس وتاريخ الحضارة الإسلامية وعصر الفتوحات" لتتذكر أنه من هنا مرت جيوش طارق بن زياد وموسى بن نصير، جماله الساحر والتوافد الكبير للمصطافين عليه من داخل وخارج الوطن، جعل منه الشاطئ الأكثر شعبية والأكثر أمنا وتميزا خاصة بسبب قربه من المرافق العمومية والفنادق. "الأندلسيات" ليست شاطئا فحسب بل هي تاريخ حافل وأساطير خلدتها الذاكرة الجماعية وتوارثتها الأجيال مثل أسطورة "سيدي محمد البحري ولالا خضرة" حيث أنه وخلال التجول بالشاطئ يلفت انتباهك زوار ولي صالح على شكل مربع مزدوج يزوره أهل المنطقة وحتى العرسان تبركا به وتقول الأسطورة أن امرأة اسمها "لالا خضرة" كانت تسكن بمغارة تقع على سفح الجبل المحاذي للشاطئ ويقال أنها كانت تملك كرامات وكانت دعواتها مستجابة وإذا غضبت ينزل غضبها على من حولها وكان لها ابن اسمه محمد أسود البشرة وكان من عشاق البحر كما كان يملك هو الآخر كرامات ويستمد قوته من البحر لذلك يقع ضريحه قرب الشاطئ و ضريح والدته أعلى الجبل و تقام له الوعدة كل سنة ويطلق عليها اسم وعدة "سيدي محمد البحري". بالقرب من شاطئ "الاندلسيات" يقع مركب الأندلسيات أول مركب سياحي بالولاية والذي أشرف على تدشينه الرئيس الراحل هواري بومدين والذي كان السبب الأول في جلب المصطافين.. الشاطئ الذي كان يستقبل فيما سبق فقط العائلات الميسورة الحال التي تملك وسيلة نقل وذلك بسبب بعده عن المدينة إذ يبعد بمسافة 23كلم عن وسط المدينة أما اليوم فلا يزال المركب يحظى بشعبية كبيرة بسبب الخدمات المقدمة فيه وكذا الأسعار المعقولة لتأجير الغرف أو الشاليهات . هذا وتجدر الإشارة إلى أن شاطى "الأندلسيات" الممتد على طول الكورنيش الوهراني هو شاطئ عائلي بامتياز بسبب حرص السلطات على توفير جو الأمن وفقا لمخطط "دالفين" زيادة إلى تخصيص الجزء الأكبر من شاطئ "الأندلسيات" للزبائن المقيمين بالمركب مع تنظيم نشاطات رياضية بالشاطئ وهو الأمر الذي أكدته السيدة عائشة مقيمة ببلدية تروفيل وزبونة دائمة لمركب وشاطئ "الأندلسيات" حيث صرحت أن مركب "الأندلسيات" تطور إلى الأحسن و أن مستوى الخدمات به ممتازة زيادة إلى انتشار عناصر الأمن و الدرك والحماية المدنية بالشاطئ الذي يجتمع فيه كل مرة عدد من المدربين لتقديم دروس الزومبا، اليوغا والآيروبيك للمصطافين وهو أمر رائع أضافت ذات المتحدثة حيث نقوم بالترويح عن النفس و ممارسة نشاطات رياضية مع الاستمتاع بزرقة ونسيم البحر معا . أما الأمر السلبي الذي استنكره بعض المصطافين بالجزء الآخر من الشاطئ فهو حرص القائمين على تقديم الخدمات بالشاطئ على تأجير طاولات مع الشمسيات مقابل مبالغ مالية جد مرتفعة بلغت 1000دج للطاولة زيادة إلى دفع مبلغ 200دج مقابل تذكرة دخول للشاطئ مكتوب عليها "لسنا مسؤولين عن الأغراض في حال ضياعها أو تعرضها للسرقة" وهو الأمر الذي جعل المصطافين يتأسفون له ويطالبون بالتدخل العاجل للمسؤولين خاصة و أن معظم الشواطئ أضحت ملكية خاصة و هي الممارسات التي من شأنها ضرب السياحة الداخلية .

يرجى كتابة : تعليقك