عادت أزمة الزيت للظهور من جديد مع تسجيل ندرة حادة مع إقتراب شهر رمضان يربطها تجار الجملة بتقلص عمليات تموينهم بهذه المادة و بزيادة الإقبال على إقتنائها خلال هذه الفترة التي تسبق الشهر الكريم ليصبح الحصول عليها أمر غير متوقع بعد وفرة عرفتها الولاية خلال بضعة أشهر الأخيرة و ذلك عقب أزمة سابقة تتكرر اليوم بنفس المعطيات و الحدة بدليل تقلص الكميات الموفرة من الموزعين بنسبة تتجاوز 80% حسبما صرح به لنا تجار الجملة ممن عملنا معهم السبت بشارع صوفي زوبيدة و حي صناناس المعروف بوجود عدد كبير من التجار المتخصصون في بيع هذه المادة و بالتحديد مجموعة منهم تعتبر من أكبر نقاط التوزيع على تجار التجزئة ممن أصبحوا لا يتحصلون على الكميات المعتادة مند بضعة أسابيع و صرح لنا تجار التجزئة ممن وجدناهم يستفسرون عن وفرة الزيت من عدمها بمحلات الجملة بهذه المنطقة التجارية بأنهم لم يعودوا يتمكنون من العثور عليها إلا نادرا و بكميات محدودة جدا ما جعلهم لا يوفرونها بمحلاتهم رغم كثرة الطلب عليها و خاصة الأيام الأخيرة و كان السبت الأكثر إقبالا من تجار التجزئة بمحلات سوق الجملة حسبما وقفنا عليه صباحا كون هذا اليوم هو من أكثر أيام التوزيع المعتادة غير أن يوم السبت لم تكن به هذه المادة متوفرة بأغلب المحلات التي قصدناها و بالتالي فمشكل الندرة مسجل فعلا رغم التأكيدات على مواصلة الوحدات الإنتاجية بوهران لنشاط الإنتاج بوتيرة عادية بشكل لا يخلق أزمة غير أن الأزمة تجددت بتأكيد الواقع و دليل ما جمعناه من معطيات وما قمنا به من تحقيق ميداني و ما أستفسرنا عنه من أسباب أكدت إرتباط الأزمة بتراجع التموين لتغيب هذه المادة الأساسية جدا عن مشتريات العائلات و رفوف المحلات إلا بالتوصية و الإنتظار الذي ينتهي بتوفيرها بكميات محدودة لا تكفي حتى لتلبية طلب الزبائن الدائمون و هي طريقة يعمل بها أغلب تجار التجزئة حسب تصريحاتهم مبررين ذلك بحتمية الوضعية ، كما أن الأزمة رفعت من أسعار الزيت غير المدعم الموفر اليوم بما يفوق 550 دج للتر الواحد و هي قيمة بيع لا يستطيع أغلب المواطنين اقتناءه بها حتى في ظل غياب الزيت المدعم و بالتالي فإن الطلب سيزيد و في حال العثور على الزيت المدعم سيتم إقتناءه بكميات كبيرة ما يساهم في زيادة حدة الأزمة .