75 عونا لضمان سلامة ما يزيد عن 26 ألف مسافر يوميا عبر الترامواي ومواطنون يطالبون بتعزيز الأمن لحمايتهم من مختلف ظواهر الاعتداءات والسرقة

75 عونا لضمان سلامة ما يزيد عن 26 ألف مسافر يوميا عبر الترامواي ومواطنون يطالبون بتعزيز الأمن لحمايتهم من مختلف ظواهر الاعتداءات والسرقة
وهران
يطالب ساكنة وهران السلطات العليا للولاية والأسلاك الأمنية بضرورة تعزيز الأمن عبر مختلف محطات توقف الترامواي وداخل عرباته، وهذا بعد استفحال ظاهرة الاعتداءات والسرقات التي تطال الركاب وأعوان الأمن بشركة سيترام على حد سواء . وتسجل مؤسسة سيترام وهران كل شهر ما بين 7 إلى 13 حالة اعتداء بمختلف الأشكال ، وهي حوادث تمارس على الأشخاص المعنويين وموظفي المؤسسة من رجال أمن ومراقبين وسائقين وحتى الممتلكات التي لم تسلم من بطش هؤلاء المجرمين واللصوص، الذين جعلوا من هذه التصرفات مهنة وراحة يشغلون بها أنفسهم من خلال أذية الغير، ولم تعد هذه الأعمال الإجرامية مقتصرة على الرجال فقط، فقد انتشرت العدوى لتصل إلى الجنس اللطيف، الأمر الذي يستدعي التدخل السريع لمختلف الهيئات والقطاعات لوضع حد للظاهرة. وفي حين أنه لم تكن هناك اي حالة اعتداء خلال شهر جويلية 2022 الذي تزامن مع احتضان وهران للطبعة 19 لألعاب البحر المتوسط، إلا أنه في شهر أوت المنصرم تم تسجيل 3 حالات اعتداء، علما أنه خلال هذه الفترة الصيفية استقبلت الباهية الملايين من السواح من داخل وخارج الوطن لقضاء العطلة، والذين استعملوا الترامواي للتنقل وسط المدينة بأريحية لقضاء حوائجهم بعيدا عن زحمة السير . أما خلال السنة المنصرمة 2021 والتي تزامنت مع أزمة كورونا وخلال فترة الحجر الصحي فقد تم تسجيل 18 شكوى تمثلت في 7 اعتداءات مباشرة على الزبائن و 3 اعتداءات على الأعوان والمراقبين، إضافة إلى الممتلكات التابعة للشركة . وتعمل المؤسسة على نقل المسافرين منذ سنة 2013 عبر مسار قدره 18.7 كلم ينطلق من محطة سيدي معروف شرق ولاية وهران إلى غاية محطة السانيا غرب المدينة، الذي يضم 32 موقفا و32 كشكا لبيع التذاكر ، وينقل ما بين 25 إلى 27 ألف مسافر يوميا بالاستعانة بما يقارب 20 عربة ، بمقدار 10 عربات ذهابا و10 إيابا بتوقيت يتراوح ما بين 6 إلى 10 دقائق ما بين كل توقف وآخر. وتجند شركة سيترام 75 عونا يعملون بنظام التفويج ابتداء من الساعة 5 صباحا إلى غاية 11 ليلا، ولتسهيل مهمة أولئك الأعوان تم تقسيم مسار الترامواي إلى 3 مناطق وهي كالتالي :(منطقة A التي تغطي المسار انطلاقا من محطة السانيا إلى غاية محطة دار الحياة ، المنطقة B وتغطي المسافة الرابطة مابين دار الحياة إلى غاية حي المقري والمنطقة C التي تغطي المسافة الرابطة بين محطة المقري ومحطة حي الصباح )، علما أن المنطقة C تعتبر منطقة ساخنة، حيث يسجل بها أكبر عدد من الاعتداءات والتدخلات وعليه يجند لها أكبر عدد من الأعوان لحفظ سلامة المواطنين . وتتمثل مهام أولئك الأعوان في توفير الأمن داخل العربات ومراقبة التذاكر والإصغاء إلى تساؤلات ومشاكل مستعملي الترامواي، كما يقومون بإخلاء العربات من الأشخاص غير المرغوب فيهم، والتدخل السريع في حالة نشوب شجارات أو في حال تعرض أي شخص للسرقة ، كما يقدمون عملا توعيا لفائدة المواطنين عبر تلك العربات من خلال نصحهم بإخفاء هواتفهم وانتهاج أساليب احترازية من أجل وقاية أنفسهم من أي عملية اعتداء جسدي أو سرقة. وبهذا الخصوص أكد لنا القائمون على مصلحة الإعلام والاتصال التابعة لمؤسسة سيترام أن الشكاوي التي تتلقاها المؤسسة من طرف الزبائن خاصة في الفترة الأخيرة تتعلق بظاهرة سرقة الهواتف ، ومن خلال الجمهورية أونلاين توجه المؤسسة رسالة لمستعملي هذه الوسيلة من أجل الأخذ بالأسباب لحماية أغراضهم وأنفسهم لتفادي الوقوع كضحايا لتلك الشبكات الإجرامية. وفي هذا الإطار تنظم مؤسسة سيترام كل أسبوع خرجات ميدانية تضم رئيس مصلحة الأمن والمشرفين وعدد من رجال الأمن، حيث يقومون باعتلاء العربات والقيام بعملية تمشيط وتفتيش وإخراج الأشخاص غير المرغوب فيهم من داخل المركبات وكذا الأشخاص الذين لا يملكون تذاكر نقل، والذين رفضوا دفع المبلغ التعويضي، وفي حال القيام بمناوشات يتم الاتصال مباشرة بمصالح الشرطة الذين يحضرون في الحين ، وفي هذا الصدد أكدت لنا ذات المصلحة أنها تلقى المساعدة اللازمة والمطلوبة من مختلف مصالح الأمن الولائية وعلى رأسهم الشرطة ، ووضعت مؤسسة سيترام فرقة خاصة لضمان الأمن عبر محطات توقف الترامواي وهي "الفرقة المتنقلة للتدخل " . فتح قنوات تواصل مباشرة ما بين سيترام والزبائن ... والى جانب ما سبق لنا ذكره وضعت شركة سيترام أرقام هاتفية مباشرة تحت تصرف المواطنين من اجل الإبلاغ عن أي مشكل نشب بالعربات أو المحطات، وهذا لتتدخل "الفرقة المتنقلة للتدخل " في الحين ، كما سخرت سجلات شكاوي عبر جميع أكشاكها الموزعة على طول شريط المسار وسخرت صفحتها عبر موقع الفايسبوك لتلقي أي شكوى أو اعتداء طال أي مواطن . وبخصوص كاميرات المراقبة فجميع العربات مزودة بها وهي ذات جودة عالية وتسمح بتسجيل الأحداث التي تجري عبر كل عربة لمدة 3 أيام، وعليه فإن المواطن الذي تعرض لأي شكل من المضايقات هو مطالب بتقديم شكوى قبل أن تتعدى الحادثة 72 ساعة حتى يكون تسجيل الفيديو متوفر في حال تم طلبه من قبل مصالح الأمن للتحقق من الوقائع . اعتداءات بالجملة وعزوف المواطنين عن الشكوى ... وخلال الجولة التي قادتنا عبر محطات الترامواي والاستماع إلى انشغالات المواطنين ، فقد صادفنا عددا منهم قد تعرضوا لمشاكل خلال استعمالهم للترامواي، والذين أكدوا لنا أنهم يخشون تبعات الأحداث في حال تقديمهم شكوى لدى المصالح المعنية من طرف أولئك المجرمين ، في المقابل طالبوا بتوفير أعوان الشرطة يقومون بدوريات داخل العربات حيث يعتبر وجدوهم وحده طمأنينة في قلوب المواطنين وفي وجودهم لا يتجرأ هؤلاء المجرمون والمتسولون والمحتالون والسراق الإقدام على أي عمل يضر بالمواطنين والممتلكات . وأكدت الدكتورة مريوة حفيظة من جامعة وهران 2 -محمد بن احمد قسم علم الاجتماع والانتروبولوجيا مختصة في علم الاجتماع(سوسيولوجية المخاطر في المجتمع الجزائري اعتداءات لفظية ،جسدية ....قراءة في ظاهرة الاعتداء) أن المجتمع الجزائري من بين المجتمعات التي تعيش مجموعة من المخاطر على مستويات متعددة من المشكلات اليومية التي يتعرض لها الأفراد المرتبطة بالآفات الاجتماعية والأمراض النفسية التي أصابت البناء الوظيفي (الخلل الوظيفي في الأنساق المكونة للبناء الاجتماعي كالنسق الأسري والتربوي والديني والاقتصادي) بالرغم من أن المجتمع الإنساني قد توصل إلى وسائل وقوى ضبطية أكثر تعبيرا عن إرادة المجتمع والقانون المكتوب إلا أن أخطار الاعتداءات والجرائم في تزايد مستمر نظرا لما يشهده المجتمع من تغيرات اجتماعية واقتصادية وثقافية . ما ها هي طبيعة الانعكاسات التي أنتجتها صدمة الاعتداءات على المجتمع الجزائري؟وكيف يمكن معالجتها الإستراتيجيات وتخطيطات وقائية؟ ان ظاهرة الاعتداءات ناجمة عن التوترات وجوانب الخلل الهيكلية والافتقار إلى آليات التنظيم الضبط الأخلاقي، فإذا لم تتوازن وتتقابل تطلعات الأفراد والجماعات مع ما يقدمه المجتمع من مكافآت أو حوافز فان الفجوة بين الرغبة وتحقيقها يدفع بعضهم إلى الانحراف والاعتداء . الحلول والاقتراحات التي نقدمها اليوم تكمن فيما يلي : نشر ثقافة القانون والالتزام بتطبيق تعليماته بصرامة ، الاهتمام بتوعية الأجيال والتواصل معهم وفتح مجالات الحوار وتكافؤ الفرص ، تأهيل هذه الفئة ودمجهم في مجالات الرياضة والموسيقى والترفيه وممارسة هوياتهم المفضلة ، وضع برامج تثقيفية ونوعية ، تفعيل دور الجمعيات ومراكز الإرشاد والعلاج ، الاهتمام بالمستويات المعيشية وإشباع حاجاتهم ومتطلباتهم اليومية ، توفير أماكن ونوادي ترفيهية بهدف تفريغ طاقاتهم وهذا للابتعاد عن مختلف الآفات الاجتماعية التي تنخر المجتمع .

يرجى كتابة : تعليقك