وهران: التهاب في سوق الورق وأدوات التغليف وزيادة بنسبة 100% في أسعار المنتوج الواحد

وهران: التهاب في سوق الورق وأدوات التغليف وزيادة بنسبة 100% في أسعار المنتوج الواحد
وهران
تشهد أسعار مادة الورق وأدوات التغليف المصنعة من ذات المادة ارتفاعا رهيبا في السوق الجزائرية، حيث تضاعفت أثمانها بنسبة المائة بالمائة ومنها ما تجاوز هذه النسبة حسب النوعية والمصدر ، محليا كان أو مستوردا ، هذا إن وجدت لأنها بالموازاة تعرف ندرة كبيرة في الأسواق. ويرجع أهل الاختصاص سبب الندرة التي صاحبها غلاء إلى تذبذب إنتاج مادة الورق عالميا ، حيث صرح لنا أحد العارفين بالمجال أن هذا التذبذب سببه الإضراب الذي دخل فيه عمال أكبر الشركات العالمية المنتجة للورق والمتواجدة بالدول الاسكندينافية وأخرى بدول أوروبا الشرقية. هذا الإضراب شرع فيه مع بداية سنة 2021 وتواصل إلى غاية منتصف السنة الجارية 2022 والذي طالب من خلاله العمال برفع رواتبهم الشهرية أو العزوف عن أداء مهامهم، وخلال فترة المفاوضات التي كانت قائمة بين العملاء والموظفون المضربون عن العمل لمدة تجاوزت السنة والنصف، تم استهلاك كل المخزون الذي كانت تحتفظ به تلك الشركات من مادة الورق ومن ثم جاءت الأزمة حين ارتفع الطلب أمام تراجع العرض . المتعاملون يرفعون اثمان مختلف المنتوجات لخلق التوازن ... ومن ثم توسعت دائرة الأزمة لتصل إلى مختلف القطاعات والمصانع التي تعتمد بالدرجة الأولى على مادة الورق في صناعاتها ومنتوجاتها ، وعليه انعكس الأمر على أسعار مختلف الأدوات واللوازم المصنعة من هذه المادة الحيوية والأكثر استعمالا في العديد المجالات ، نذكر على سبيل المثال قطاع التعليم من خلال صناعة الكتب والكراريس والدفاتر كما تستعملها المصانع الكبرى المنتجة لمختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك لتغليف منتوجاتها كالفرينة والدقيق وغيرها، ويقوم أصحاب المطاعم ومحلات بيع الأكل الخفيف بالاستعانة بالعلب الكرتونية والأكياس الورقية في تعليب الطلبات الموجهة للاستهلاك . رغم الغلاء المنتوج الأجنبي الأكثر طلبا ... وعليه قامت جريدة الجمهورية بالاتصال بوسيط شركة تركية عالمية مختصة في صناعة الورق ومشتقاته ، حيث يمثل هذا العميل السيد (ن.ش) همزة وصل ما بين الشركات المحلية الراغبة في اقتناء مادة الورق أو لوازم التغليف المعتمدة في صناعتها على مادة الورق كمادة أولية من قبل الشركة التركية التي يمثلها في الجزائر والذي أكد لنا أن الأسعار تضاعفت إلى ما يزيد عن الخمسين بالمائة والسبب يعود إلى الإضراب كما سبق وذكرنا، مضيفا :" أنه من بين الأسباب التي عصفت بأسعار الورق الخام نجد الارتفاع المسجل في قيمة الدولار أمام الاورو ". وعن الأسعار يقول السيد (ن.ش) :"الأسعار لم ترتفع بشكل مباشر وإنما بالتدربج في فترة ما بين أربعة أو خمسة مرات ، فكلما كان ينخفض منسوب المخزون كلما زاد ثمنه والآن يتم تسجيل ما بين 30 إلى 40 بالمائة زيادة في السعر مباشرة عند الممون وحين وصوله إلى المصانع أو الزبون تكون الزيادة قد بلغت المائة بالمائة أو أكثر مع احتساب التعريفات الجمركية والرسومات وحقوق النقل والتوزيع وغيرها من المصاريف التي تحتسب إلى أن تصل إلى المستهلك. أما بخصوص الأسعار فيارب لنا محدثنا مثالا في الأكياس الورقية ذات النوع الجيد التي تستعمل في تغليف مادة الفرينة ذات وزن 5 كلغ التي كان سعر الصفيحة التي تحوي 1000 وحدة 118 أورو أي ما بين 20 ألف و 22 ألف دينار جزائري واليوم يتم اقتناء نفس الكمية بسعر 145 أورو أي ما يقارب 30 ألف دينار جزائري. ويضيف المتحدث أن أسعار الشركة التي يعمل وسيطا لديها تعتبر منخفضة مقارنة مع الشركات الأخرى. وبالنسبة لعزوف المتعاملين الاقتصاديين عن اقتناء هذه المادة الأولية واللوازم وأدوات التغليف بسبب الأثمان التي ارتفعت، يقول نفس المتحدث :" بالعكس بقي الطلب نفسه رغم ارتفاع ثمنه وهذا بسبب جودة المنتوج المستورد بالمقارنة مع المنتوج المحلي الذي يكون مصدر المادة الأولية من الورق المستعمل فيه مستخرجة من الرسكلة وهنا تقل جودته ونوعيته فالمصنعين يفضلون دفع مبالغ كبيرة وهذا للمحافظة على منتوجهم بالدرجة الأولى وعدم تعرضه للتدفق في حال تمزق الأكياس والعلب الموضوع بها ،في حين يعزفون عن شراء الاكياس الورقية الخاصة بالتغليف ذات 1 كلغ وهذا بسبب ردائتها حتى تلك المستوردة ، حيث يشدد المتعاملون على جودة التغليف حيث تلعب دور مهم في عملية التسويق للمنتوجات والتي تجلب الزبون بكل سهولة ، وعليه فان زيادة أسعار مختلف المنتوجات مبرر وعقلاني إلا أننا نستبشر خيرا في الأيام المقبلة فيما يخص انخفاض الأسعار خاصة وان الدينار أصبح يسترجع قيمته في البورصة العالمية " الجمهورية في جولة بأسواق وهران لتقصي الاسعار ... وللاستطلاع الأوضاع في السوق المحلية ، قامت جريدة الجمهورية بجولة إلى مختلف محلات بيع لوازم التغليف وحتى المطاعم حيث وقفنا على أسعار لم تسجلها الأسواق على مر التاريخ ، الأمر الذي دفع بعدد من أصحاب المطاعم خاصة الذين يعملون بنظام الأكل المحمول والتوزيع إلى التخلي عن أدوات التغليف الورقية والكرتونية والتي أصبحت تسجل أرقاما خيالية فيما يخص أسعارها ، حيث وقفنا عند السيد محمد صاحب محل بيع البيتزا والحلويات والذي أكد لنا أن سعر العلب تضاعف إلى نسبة المائة بالمائة وأعطانا مثال فيما يخص علب الحلويات متوسطة الحجم حيث يقول : "كان سعرها سنة 2021 بـ 3 دج للعلبة واليوم أصبحنا نقتنيها بسعر 30 دج ، أما فيما يخص علب البيتزا فكنا نشتري الصفيحة بسعر 600 دج إلى 650 دج اليوم نشتريها بسعر 1200 دج ، وهنا أصبحنا نقف عاجزين بين غلاء المنتجات وأمام كيف سنسجل هامش الربح الخاص بنا ، لان في حال رفعنا لأسعار الحلويات والوجبات الأخرى فإننا سنخسر بالمقابل الزبون ، هذا الأخير الذي مغلوب على أمره وعليه نحن نحافظ على الأسعار القديمة وهذا للمحافظة على الزبون في المقابل نحن من الخاسر الأول ولكن ما باليد حيلة .... " مطاعم تتخلى عن التغليف الجيد للحفاظ على الزبائن ... كما توجهنا لدى صاحب مطعم مختص في بيع سندويش الهومبرغ والدجاج المقرمش هاتين الوجبتين التي اعتاد الزبائن على شرائها في علب كرتونية خاصة وجميلة تفتح الشهية بمجرد النظر إليها أصبحت تباع في غلاف الألمنيوم أو علب من البلاستيك مع احتساب ثمن التغليف على الزبون ، الأمر الذي انتهجه صاحب المطعم حتى يحافظ على زبائنه من جهة وعلى هامش الربح من جهة أخرى بعيدا عن مصاريف تخسره . ومواصلة لجولتنا زرنا صاحب مكتبة وقمنا بطلب ورقة رسم من نوع (21/27) والتي باعها لنا بثمن 10 دج هذه الأخيرة كان ثمنها بداية السنة الجارية لا يتجاوز الـ 1 دج فاليوم أصبحت تساوي 10 مرات ضعف ثمنها السابق وعليه سألنا صاحب المحل عن السبب الذي دفعه لبيع ورقة بثمن 10 دج فقال انه يقوم بشراء الصفيحة الورقية بثمن 1200 دج وسابقا كان لا يتجاوز سعرها الـ 430 دج . وللتذكير فان أسعار الأدوات المدرسية قد خلقت هاجسا لدى أولياء التلاميذ مع الدخول المدرسي لسنة 2022/2023 مؤخرا بسبب غلاء اللوازم المدرسية وعلى رأسها الكراريس والدفاتر واوراق الرسم .

يرجى كتابة : تعليقك