حليب الأكياس المدعم غائب في أسواق الباهية

حليب الأكياس المدعم غائب في أسواق الباهية
وهران
يعرف حليب الأكياس ندرة كبيرة في محلات وأسواق ولاية وهران ، حيث يشتكي ساكنة المدينة من غياب هذه المادة الحيوية لدى مختلف المتاجر وان وجد يكون بكميات محدودة لا تغطي احتياجات المواطنين ، ونفس الإشكال يعاني منه التجار الذين يرجعون السبب إلى اضطراب في التوزيع وتراجع العرض أمام الطلب . ولاستطلاع الأمر توجهت جريدة الجمهورية إلى عدد من المتاجر الموزعة عبر محيط الولاية وكانت بداية جولتنا من بلدية كنستال التابعة لدائرة بئر الجير ، أين وقفنا عند عدد من أصحاب المحلات للاستفسار حول كيفية اقتناء مادة الحليب من الموزع الرئيسي وإعادة بيعها للمستهلك ، حيث ارجع التجار السبب إلى الموزع الرئيسي الذي أصبح يحدد كميات جد معتبرة من المادة ، فسابقا كان الموزع يوفر كميات معتبرة من هذه المادة وبوفرة إلا أن مؤخرا أصبح يحدد الكمية بصندوقين إلى ثلاث صناديق لا يتعدى عدد الأكياس بها الـ 30 كيسا وهذا لكل متجر للبيع بالتجزئة وهذه الكمية تسلم مرة كل يومين ،إضافة إلى هذا فان أوقات التوزيع أصبحت غير مضبوطة ففي السابق كان الموزع يوفر الحليب كل يوم صباحا ابتداء من الساعة الـ 7 صباحا ، لكن الآن أصبح إما يجلب المنتوج في ساعات جد مبكرة قبل حتى بزوغ الشمس ، أو في ساعات متأخرة وهذا يكون بعد صلاة المغرب أو العشاء ، ومن كنستال إلى حي الصباح والياسمين والسلام شرق وهران ، توجهنا إلى المحلات الموزعة عبر ذات الأحياء وكانت الساعة تشير إلى السادسة مساءا فلمحنا لدى احد المتاجر بحي الياسمين (2) طوابير طويلة لعشرات المواطنين (نساء ورجال وأطفال) فاقتربنا لمعرفة ما يحدث ، فوجدناهم ينتظرون الدور لاقتناء كيس أو اثنين من مادة الحليب المدعم ، حسب الكمية التي يحددها صاحب المحل نظرا للكمية التي بين يديه حتى يلبي احتباج اكبر عدد من المستهلكين ، فتوجهنا للسيدة (نادية .د ) وهي ربة بيت فأجابتنا أنها تعيش هذه الوضعية منذ أسابيع ،حيث تأتي لهذا المحل الذي يعد حسب تصريحها الوحيد في المنطقة الذي يجلب مادة حليب الأكياس وتقول السيدة نادية عن هذه الوضعية : " نحن نعيش كل يوم رحلة بحث عن مادة حليب الأكياس أنا وزوجي وحتى أهلي وهذا بسبب رفض ابنتي الرضيعة لأي نوع من الحليب المعلب أو المجفف فهي تقبل شرب فقط حليب الأكياس ، الأمر الذي جعلني أعيش معاناة في ظل ندرة وتذبذب توزيع هذه المادة الجد حيوية " . ومن شرق وهران إلى غربها توجهنا نحو حي اللوز وهنا يقول ساكنة المنطقة أن الحليب يتوفر يوميا لكن مع طلوع الفجر وينتهي بعد ساعة من وضعه لدى المتاجر وبهذا يكون اغلب السكان لم ينالوا حصتهم من هذه المادة ، إن لم ينهضوا باكرا ، ومن تم كان حي عين البيضاء وجهتنا فوقفنا على نفس الوضع بحي الياسمين كما سبق وذكرنا أعلى المقال ، طوابير لا متناهية في ساعات متأخرة للظفر بكيس حليب ، هذه المادة المدعمة من طرف الدولة والتي تعرف طلبا كبيرا من عامية الناس وخاصة أصحاب الدخل الضعيف والطبقة الهشة من معدومي الدخل والفقراء والمساكين ، والقطب الحضري بمسرغين سألنا عدد من السكان فمنهم من قال أنه يعيش نفس المعاناة ، وفي المقابل صادفنا فئة أخرى أجباتنا كالتالي :" لقد أزلنا من فكرنا فكرة البحث واقتناء حليب الأكياس وأصبحنا نقتني الحليب المعلب أو البودرة وهذا بسبب مشقة البحث عنه ومشقة اقتنائه ." ومن تم توجهنا إلى وسط المدينة بالتحديد إلى سوق الأوراس (لاباستي) هذا السوق اليومي الذي يحتوي على عدد معتبر من محلات بيع الحليب ومشتقاته ، فوجد محل يتوفر على حليب الأكياس ، حيث يعرض نوعين منه ، النوع الأول يقدر سعره بـ 80 دج والنوع الثاني بـ 60 وقال أنه مرات يكون لديه نوع أخر بسعر الـ 75 دج ، وعندما سألناه عن سبب ارتفاع سعره فأجابنا أنه حليب بقر 100 بالمائة وليس حليب مدعم ، إلا أن الإقبال عليه كان جد محتشم نظرا لغلاء سعره . أما بالنسبة للسعر فقد أجمع السكان والباعة في مختلف الأحياء التي جبناها أنه يباع بسعره المقنن وهو 25 دج ولم يتم تسجيل أي زيادة منذ أن شدد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون اللهجة وأمر بتطبيق القانون ومعاقبة جميع المضاربين والمحتكرين الذين ينغصون حياة المواطن ولكن في المقابل يعرف السوق تراجع في العرض أمام ارتفاع في الطلب بالنسبة لهذه المادة التي تشهد تدبدب في التوزيع مع تحديد الكميات من قبل الموزعين الرئيسيين .

يرجى كتابة : تعليقك