عرض يوم الجمعة بالجزائر العاصمة الفيلم الروائي الطويل "200 متر" للمخرج الفلسطيني أمين نايفه، وهو عمل درامي يسلط الضوء على جانب من معاناة الفلسطينيين اليومية مع جدار الفصل العنصري الصهيوني ونتائجه الوخيمة على نسيج المجتمع الفلسطيني.
و يتطرق هذا العمل, المنتج في 2020 و المقدم في إطار مسابقة الطبعة ال 11 للمهرجان الدولي للسينما بالجزائر, بواقعية ليوميات أسرة فلسطينية تشتت بسبب جدار الفصل العنصري الذي فرق مصطفى عن زوجته وأبنائه, و لا يتم التواصل بينهم الا عبر الهاتف و الوسائط الحديثة.
تتصاعد الأحداث بعد ورود خبر تعرض إبنه لحادث في أحد الأيام ودخوله المستشفى الذي لا يبعد سوى 200 مترا عن مقر إقامته فيحاول الأب الوصول إليه لكنه يتعذر ذلك بسبب إجراءات الدخول المعقدة على مستوى الحواجز الأمنية...
و في 90 دقيقة يروي هذا الفيلم وفي قالب واقعي مرير تفاعل معه الجمهور, معاناة الوالد القاطن في الضفة الغربية الذي يرفض الحصول على هوية المستعمر, ليتحمل في مقابل ذلك متاعب رحلة شاقة وملتوية يومية نحو الحاجز الأمني الحدودي حيث تقطن زوجته وأولاده على الجانب الآخر من المدينة رغم أن المسافة بين الزوجين لا تتجاوز 200 متر, تتحول إلى متاهة تعيق تواصله العادي مع عائلته.
و غاص الفيلم -الذي حاز على العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية- في صميم معاناة الوجع اليومي الفلسطيني و رحلة الشتات بعد فرض الاحتلال عليهم جدار الفصل العنصري وذلك برؤية و معالجة درامية بسيطة حيث يرسم مخرج الفيلم شخصياته بجمالية ودقة عالية.
و ضمن خيارات المخرج لم يتطرق في عمله السينمائي إلى النقاش السياسي اليومي حول القضية الفلسطينية وتفادى إبراز مظاهر المواجهة المباشرة بين الفلسطينيين و جنود الاحتلال ليحل محلها صوت وجع الروح الفلسطينية و أنينها الذي ينبعث صداه من كل أرجاء دولة فلسطين المحتلة.
و تستمر فعاليات المهرجان الدولي ال11 للسينما بالجزائر المخصص للفيلم الملتزم إلى غاية 10 ديسمبر الجاري, وسط مشاركة 60 فيلما من مختلف البلدان بينها 25 عملا ضمن المنافسة.