تم مؤخرا اكتشاف ثلاث مواقع أثرية جديدة لولاية الشلف تعود للحقبة الرومانية، حسبما علم اليوم الاثنين لدى مديرية الثقافة و الفنون.
و أوضح مدير القطاع, جمال حسناوي ل/وأج, أن مصالحه التي تسعى لتثمين و الحفاظ على التراث المادي و وتحيين خارطة المواقع الأثرية المتواجدة بالولاية, اكتشفت ثلاث مواقع جديدة تعود لفترة التواجد الروماني بالمنطقة.
و أضاف المتحدث أن الأمر يتعلق بكل من مواقع الحاسي, المحجرة الرومانية, و
الركبة الحمراء المتواجدة ببلديات الأبيض مجاجة, بوقادير, و وادي الفضة على
التوالي, التي تم اكتشافها بناء على تبليغات من المواطنين و بالتنسيق مع
السلطات المحلية.
و في هذا السياق، ثمن السيد حسناوي وعي المواطنين بأهمية و ضرورة تبليغ مصالح الثقافة بالمكتشفات الأثرية التي عثروا عليها في كل موقع, حيث تم مباشرة توجيه فرق تقنية مختصة للمعاينة الأولية لهذه المواقع و إعداد تقارير مفصلة عنها.
كما شهد موقعي الحاسي ببلدية الأبيض مجاجة و المحجرة الرومانية ببلدية
بوقادير زيارة و معاينة من طرف خبراء المركز الوطني للبحث في علوم الآثار, و
يجري حاليا إتمام مختلف الإجراءات لتحضير ملف عن الموقعين بالإضافة لموقع
الركبة الحمراء ببلدية وادي الفضة لحمايتهم وتصنيفهم كمرحلة أولى ضمن قائمة
الجرد الإضافي على المستوى الولائي, وفقا لنفس المصدر.
ومن جانبه، أوضح رئيس مصلحة التراث بذات الهيئة , محمد قندوزي, أن موقع
الحاسي ببلدية الأبيض مجاجة (شرق), الذي اكتشف من طرف مواطنين أثناء أشغال
فلاحية, هو عبارة عن بقايا عمرانية من التيجان, الحجارة المصقولة و المنقوشة
بكتابات لاتينية, و القرميد المجفف, بالإضافة إلى مطحنة يدوية.
أما موقع المحجرة الرومانية بحي ابن باديس منطقة الصفاح ببلدية بوقادير(
غرب), فهو عبارة عن ورشة لصناعة الحجارة المصقولة و التي كانت تزود مختلف
المواقع المجاورة بهذه المواد خلال الفترة الرومانية بالمنطقة, لاسيما موقع
"فاغال".
و بخصوص موقع الركبة الحمراء ببلدية وادي الفضة (شرق)، لفت السيد قندوزي إلى أن الأدوات الأثرية التي عثر عليها بالمكان و قربه من موقع السقاسيق المكتشف
سنة 2018, يرجح بقوة أن موقع السقاسيق هو ضيعة فلاحية رومانية و التي تبقى
بحاجة لمزيد من الحفريات و الدراسات لإماطة اللثام عن أسرارها و توثيق
تاريخها.
يذكر أن مديرية الثقافة و الفنون باشرت خلال الأيام القليلة الفارطة عملية
جرد و تحيين للمواقع الأثرية المتواجدة عبر بلديات الولاية, حيث تضم القائمة
الأولية 40 موقعا أثريا, ستنظم إليها زيارات ميدانية من فرق تقنية مختصة
بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني الناشطة في مجال التراث و حفظ
الآثار.