دعا مشاركون في توصيات ختامية لملتقى حول "فن الخط والمخطوطات الإسلامية " إلى مواصلة الجهود لإبراز التراث الزاخر للمخطوطات في الجزائر و العمل على جمع التراث المخطوط وحفظه، حسبما أفاد يوم الاثنين المنظمون.
و اقترح المشاركون في الملتقى إنشاء رابطة وطنية تجمع العاملين في مجال تحقيق المخطوط تهتم بجمع التراث المخطوط وحفظه, مع تنظيم دورات تدريبية دولية حول تحقيق المخطوطات وعلومه و حث الطلبة وتشجيعهم لإنجاز بحوث ورسائل أكاديمية في مجال المخطوط.
كما أوصى المتدخلون بوضع قوانين موحدة في حماية المخطوطات مع تفعيل دور التكنولوجيات الحديثة في سبيل تطوير فهرسة المخطوطات و رقمنتها, إضافة إلى تنظيم ملتقيات دولية بالشراكة مع دول عربية وإسلامية.
و تناول المشاركون في هذا الملتقى عدة محاور حول فن الخط في العالم العربي و الإسلامي و تطوره لكونه كان حافظا للتراث المادي, وتجربة المركز النيجيري للبحوث و الدراسات العربية في التعامل مع المخطوط العربي, حسب المنظمين.
و قدم المحاضر بلقاسم التخي, من جامعة عمار ثليجي بالأغواط, قراءة فنية لنماذج من الخط العربي المستعمل في المنشآت و العناصر المعمارية الإسلامية, مؤكدا أنها تعتبر تراثا ماديا ساهم في الحفاظ على تنوع المخطوط من خلال اختلاف أوجه توثيقه.
و أوضح مدير مركز البحث في العلوم الإسلامية و الحضارة و رئيس الملتقى, أحمد بن الصغير, أن الملتقى تخلله إمضاء اتفاقية تعاون و شراكة علمية مع المركز الوطني النيجيري للبحوث و الدراسات العربية تهدف إلى مد جسور التواصل العلمي بين الباحثين في الجزائر و نظرائهم من نيجيريا.
و تم في ختام أشغال الملتقى تكريم رمزي لعائلة الفنان التشكيلي والخطاط الراحل الطيب لعيدي من مدينة آفلو (ولاية الأغواط) الذي وافته المنية شهر أكتوبر الماضي, حيث أجمع الحاضرون على المكانة الكبيرة و الإرث الفني الذي خلفه الفقيد, و دعوا إلى تجميع أعماله في معرض يليق بمكانته الفنية و العلمية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى الذي نظمه مركز البحث في العلوم الإسلامية و الحضارة بالأغواط لمدة ثلاثة أيام قد نشط جلساته العلمية أساتذة جامعيين وباحثين من جامعات من داخل الوطن وخارجه, إضافة إلى إقامة معارض و ورشات بدار الثقافة التخي عبد الله بن كريو بمشاركة المكتبة الوطنية الجزائرية و المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي بتلمسان وجمعيات محلية من ولايتي الأغواط وغرداية.