يشتكي العديد من أولياء التلاميذ من تراجع معدلات أبنائهم الفصلية وانخفاض مردودهم العلمي من خلال النتائج التي سجلوها خلال الامتحانات ، وهذا بعد اطلاعهم على النتائج النهائية للفصل الأول من السنة الدراسية الجارية (2022/2023) للأطوار التعليمية الثلاثة ، ويرجع العديد منهم السبب إلى عاملين أساسين الأول يتمثل في المرحلة الانتقالية من نظام التفويج الذي دام على مدار سنتين حين تفشي فيروس كورونا (سنتي 2020/2021) وهناك من يرجع الأمر إلى المنظومة التربوية للجيل الثاني والتي انطلق العمل بها سنة 2014 ، حيث يجدها الأولياء والأسرة التربوية على حد سواء أنها لا ترتقي للمستوى المطلوب من جهة والبرنامج التعليمي الخاص بها جد مكثف لا يسمح للتلميذ البسيط في مجاراته واستيعابه وحتى الأستاذ أصبح يجد صعوبة في توصيل المعلومة لتلاميذه الأمر الذي انعكس سلبا على النتائج كما ذكرنا وهذا حسب تصريح عدد من الأولياء والمعلمين وحتى التلاميذ .
وخلال استطلاعنا، قمنا باستجواب عدد من أولياء التلاميذ، منهم السيدة (حياة.د) أم لتلميذ بالسنة الرابعة متوسط والتي تقول عن الوضعية عامة وعن نتائج ابنها خاصة :" ابني خلال مساره التعليمي منذ بدايته يتحصل على نتائج جيدة وأقل معدل يتحصل عليه يتراوح ما بين 13 إلى 14 ، واليوم قد سجل معدل 10.76 خلال هذا الفصل ، الأمر الذي أوقفني حائرة ووالده ، خاصة وأننا نحرص على تعليمه بأنفسنا كما نستعين بالدروس الخصوصية حتى يقوي من رصيده العلمي ورغم ذلك فقد سجل هذا المعدل وهو الآن مقبل على اجتياز شهادة التعليم المتوسط ، فنحن الآن متخوفون من مردوده خلال الامتحانات المقبلة ، وبسبب تراجع مستواه قد استدعينا من طرف المؤسسة التربوية التي يتمدرس بها وقد أكد لنا الأساتذة أن السبب ليس في قلة تركيز ابني ، وإنما إلى البرنامج التعليمي يحتوي على مناهج ودروس مكثفة وصعبة ، لم يستطع التلاميذ مجاراته ، حتى النجباء منهم "
وبالنسبة للتعليم الابتدائي ترى السيدة بوسطلة حنان ، مديرة المدرسة الابتدائية "بوستة الحبيب " الكائنة بحي كارطو ببلدية الصديقية (قمبيطة) وسط مدينة وهران أن الطفل يعاني في مرحلة التعليم الابتدائي خصوصا أقسام السنة الثالثة ، حيث تقول :" خلال السنة الأولى والثانية من مرحلة التعليم الابتدائي يكون البرنامج بسيط ويعتبر عن تعلم الأحرف والخط وغيرها إلا أن الطفل حين ينتقل إلى السنة الثالثة يدخل إلى مرحلة جديدة أين البرنامج جد مكثف وعدد المواد المدرسة أكثر فبالإضافة إلى ما كان يلقن يجد نفسه يدرس مادة التاريخ والجغرافيا واللغتين الفرنسية والانجليزية ، وهنا نلمس الضغط الكبير الذي يستنزف الطاقة الفكرية والنفسية وحتى الجسدية للتلميذ وعليه يجب إعادة النظر في البرنامج التربوي (الجيل الثاني) "
في حين يرى السيد (محمد) أب لتلميذ بالسنة الثالثة ثانوي التخلي عن نظام التفويج والعودة إلى العمل بالنظام العادي له اثر على نتائج التلاميذ ، ففي نظام التفويج أين كان عدد التلاميذ في القسم قليل ما يسمح للأستاذ والمعلم بتوصيل المعلومة لأكبر عدد مع الحرص على مستوى التلاميذ كل على حد وبأريحية ولكن اليوم مع العودة للنظام العادي حيث تسجل كثافة بالقسم ، فهناك أقسام تحتوي على 45 تلميذ فكيف للمتلقي أن يستوعب وكيف للمعلم أن يلقي الدرس في مثل هذه الأجواء ؟
وهذه النتائج قد أثارت جدلا واسعا وسخطا عبر الصفحات والمجموعات الخاصة بأولياء التلاميذ والأسرة التربوية بمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفضاء الأزرق "الفيسبوك" أين قام الأولياء بطرح تساؤلات عن السبب الحقيقي لتراجع نتائج أبنائهم خلال الفصل الأول ، وقد تفاعل مع منشوراتهم العديد من المختصين في قطاع التعليم والدكاترة علم الاجتماع والنفس والذين أجمعوا غالبيتهم إلى إعادة النظر في المنظومة التربوية التي تحوي مناهج ومواد تعليمية جد مكثفة أرهقت التلميذ .