زارت السبت جريدة "الجمهورية" الدكتور عبد المالك مرتاض الذي يرقد بمصلحة الإنعاش الطبي بالمستشفى الجامعي د. بن زرجب بوهران، بعد تعرضه لوعكة صحية أدخلته في غيبوبة، واستدعت نقله على جناح السرعة إلى المستشفى، والحمد لله استعاد الدكتور مرتاض وعيه، وصحته الآن مستقرة إلى غاية الآن، حسب الأطباء وحسب عائلته التي طمأنتنا على وضعه، وأخبرتنا أنه تجاوز مرحلة الخطر، وهو تحت إشراف طاقم طبي متخصص يحرص على علاجه وراحته، إلى أن يعود سالما مُعافى إلى أحضان أسرته، وإلى عالمه الفكري والثقافي الذي طالما تميز فيه، عبر أعمال مرموقة ومشوار أكاديمي لا يُستهان به، وعبر جهود توّجته عرّابا للغة الضاد، وصنفته كواحد من القامات الأدبية الكبيرة في الجزائر والعالم العربي.
ونجن متواجدون أمام قاعة الإنعاش، التقينا ابن الدكتور "عبد المالك مرتاض" الذي طمأننا على صحة والده، وحدّثنا عن وضعه الذي كان حرجا،بسبب مرض أصابه على مستوى الكبد وأدخله في غيبوبة، لكن الحمد لله استعاد وعيه وحالته الآن مستقرة، ليعود الأمل إلى قلوب أفراد عائلته الذين عاشوا لحظات صعبة جدا، أما زوجته فلم تخف مشاعر القلق والخوف بسب ما حدث، خصوصا أن د.مرتاض كان سليما منذ أيام لا يعاني من أي مشاكل صحية، بل بالعكس كان يقضي يومياته بشكل طبيعي، وكله حيوية ونشاط، إلى أن تدهورت صحته فجأة، ليتم نقله على الفور إلى المستشفى، وهناك استفاق من غيبوبته، وهو الآن تحت العناية الفائقة، وبين أيدي الأطباء الذين يسهرون على علاجه، كاشفة أنهم تلقوا اتصالات كثيرة من لدُن أصدقاء زوجها ومحبيه من الجزائر وخارجها، خاصة من الإمارات العربية المتحدة، اتصلوا يسألون عن حال صديقهم وأستاذهم ويتأسفون لما حدث له، ومتمنين له الشفاء العاجل، فـ" مرتاض" الأب الروحي للعديد من المثقفين والإعلاميين الجزائريين والعرب.
أما الدكتور مرتاض، فقد استقبلنا بفرح كبير، مبتسما ومشرقا كعادته، قائلا:" أهلا وسهلا"، اقتربت منه زوجته لتسأله: " هل عرفتها من تكون؟، ردّ : "نعم علياء، كتبتُ لها كثيرا، بلغي تحياتي لطاقم الجمهورية"..، وما لفت انتباهنا أن الدكتور مرتاض لا يزال مرحا كعادته، خفيف الظل، يمازح الأطباء والممرضات بكل عفوية، ويتحدث باللغة العربية الفصحى، ..اللغة التي عشقته قبل أن يعشقها، ..لغة الضاد التي خدمها بحب وصدق كبيرين، وأفنى سنوات من عمره في سبيل الحفاظ على رونقها وبهائها وسحرها الذي لا يُضاهى، وفجأة سأل زوجته عن الكتب التي أوصى بإحضارها حتى يوقعها ويُسلمها للأطباء كما وعدهم، لمعت عيناه وهو يتحدّث عن الكتابة واللغة العربية والقصيدة، وكل ما يربطه بالقلم والإبداع، كيف لا يُشرق مُحيّاه !!، وهو من بين الأسماء التي أسست بفكرها وكتاباتها ودراساتها لمحطة هامة جدا، أرّخت لذاكرة الأدب العربي بالجزائر، وبرعت في رسم بهاء وسحر لغة الضاد، ..عبد المالك مرتاض علم من أعلام النقد الجزائري والعربي، ومرجع في الدراسات الأدبية والأكاديمية، كما أنه من المفكرين الذين جعلوا من بلدنا منارة حقيقية للفكر والأدب والثقافة.
تجدر الإشارة إلى أن مدير الصحة لولاية وهران السيد بطواف الحاج قد زار الدكتور عبد المالك مرتاض فور دخوله إلى مصلحة الإنعاش الطبي بالجناح 5 يوم الثلاثاء الفارط، وأعطى تعليمات للطاقم الطبي من أجل الاهتمام بوضعه الصحي ومراقبة حالته عن كثب، حتى يتماثل بسرعة إلى الشفاء، وكان السيد "بطواف" قد صرح صباح أول أمس لـ "الجمهورية" أن حالة الدكتور مرتاض مستقرة ، وهو يتناول بشكل طبيعي وجباته اليومية المسموح به طبيا، أما مدير مستشفى د. بن زرجب السيد "معمر محمد" ،فيُشرف شخصيا على جميع التطورات الصحية المتعلقة بالدكتور مرتاض، ويزوره يوميا، إلى أن يُشفى تماما ويعود إلى عائلته وأصدقائه ومحبيه وطلبته .