أصبحت الدراجات النارية مصدر إزعاج كبير للمواطنين وعلى النظام العام على حد سواء، وذلك لما تمثله من مساس بالسكينة داخل التجمعات السكنية والشوارع الرئيسية والطرقات العمومية وتشويش على الراحة العامة، بسبب السلوكات المشينة والمتهورة التي يقدم عليها مستعملوها، والتي كثيرا ما أودت بحياتهم وفتكت بغيرهم وفي أحسن الحالات كان نصيبهم إعاقة جسدية أو عاهة مستديمة، بسبب إفتعالهم التسابق الذي يعمدون إلى ممارسته بالموازاة مع مختلف المركبات، حيث كثيرا ما نشاهدهم يسيرون في مواكب وأسراب، في "رالي" تحبس له الأنفاس، خاصة عندما يصدرون تلك الأصوات المزعجة دفعة واحدة، مما يربك الكثير من سائقي المركبات، خاصة حديثي القيادة، ويسفر الأمر عن كوارث مرورية.
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد بل أصبحت هذه الدراجات النارية مصدر تهديد لأطفال المؤسسات التربوية خاصة بالنسبة للطورين المتوسط و الثانوي، وهي الأماكن التي أصبحت مفضلة لدى هؤلاء لإستعراض بعضهم ملكته في القيادة.
وإن كان هؤلاء الشباب المتهور سببا مباشرا وراء الحوادث المميتة التي تعرفها شوارعنا وطرقاتنا السريعة، فإن لبعض الأولياء النصيب الأكبر فيما يحدث لفلذات أكبادهم، خاصة من يساعدونهم بالمال للحصول على هذه المركبات، أو يخضعون لطلباتهم بإقتنائها وتسليمها لهم كهدية في مختلف المناسبات كالنجاح في الدراسة أو أعياد الميلاد، غير مكترثين لعواقب ما يقومون به، خاصة أن ركوب الدراجات النارية أصبح موضة العصر يتفاخر بها الكثير من الشباب، في حين أصبحت مصدر رزق للبعض الآخر سواء بالتورط مع شبكات ترويج المخدرات التي تفضل هذه الوسيلة في توزيع بضاعتها لسهولة مرورها في حركة المرور أو عبر المسالك الضيقة، أو من خلال الإشتراك في مواكب الأعراس، حيث تتوسط سيارات الأعراس هذه الدراجات، مما بات يحتم تكثيف عمليات التفتيش والرفع من منسوب الردع لتوقيف آلة الموت التي فتكت بشباب في عمر الزهور.