شرعت مختلف المصالح المعنية بحملة الوقاية ضد الاختناقات التي يسببها غاز أحادي أكسيد الكربون في تطبيق التعليمات والإجراءات الصادرة الثلاثاء عن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء ، حيث أعطى تعليمات لكافة الفاعلين في اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من مآسي الغاز وبالأخص القاتل الصامت الذي حصد عشرات الأرواح منذ بداية السنة عبر التراب الوطني. وقد تم تكليف مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز "سونلغاز" بتزويد بيوت المواطنين مجانا بأجهزة الإنذار التي تكشف عن حدوث تسربات للغاز الطبيعي أو الغازات المحترقة من المدفئات وسخانات المياه. وللوقوف على هذه العملية الهامة والضرورية لحماية أرواح المواطنين، تواصلت جريدة الجمهورية مع مؤسسة سونلغاز بوهران التي أكدت على لسان المكلفة بالإعلام السيدة وارث فاطمة بأن المؤسسة جاهزة لتطبيق هذا الإجراء الهام لصالح كافة زبائنها عبر كامل البلديات التي تشرف عليها مديرية التوزيع بالسانيا، وأكدت بأن حماية المواطن من تسربات الغاز هي المهمة الأساسية لمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز ، فقبل صدور قرار رئيس الجمهورية كان التركيز كبيرا على حملات التحسيس والتوعية بكل الوسائل المتاحة وبإشراك الجميع من حماية مدنية ومصالح التجارة والتربية والصحة والتكوين المهني والتعليم العالي والجماعات المحلية وغيرها، فكل هذه القطاعات وأخرى كانت معنية بالقوافل التحسيسية التي تطلقها المؤسسة كل موسم شتاء لتوعية الزبائن ومستعملي الغاز سواء الطبيعي أو البوتان، فخطورة استنشاق هذه السموم كبيرة لأنها تؤدي إلى الموت، كما أن حملات التوعية مست بشكل أكبر المتمدرسين والدارسين في فصول محو الأمية والطلبة الجامعيين والمتكونين بمعاهد ومراكز التكوين المهني، كما مسّت أيضا الحرفيين وبالأخص المرصصين الذين لهم خبرة كبيرة في مجال تركيب أجهزة التدفئة وصيانة المعدات وضروري جدّا إشراكهم في المهمة. ومن المرتقب أن تشرع ذات المؤسسة في توزيع أجهزة الإنذار المجانية على الزبائن قريبا فيما لم تفصح ذات المصادر عن تفاصيل العملية. وفي ذات السياق تضيف السيدة فاطة وارث بأن من بين المهام التي تقوم بها مؤسسة سونلغاز أيضا هي مراقبة شبكات التوزيع العمومي للغاز مباشرة بعد تسليم الشقق الجديدة لأصحابها وبمختلف الصيغ كما تقدم خدمات مماثلة لزبائنها حافظا على أرواحهم وللحد من الحوادث الخطيرة سواء المتعلقة باستنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون أو الانفجارات المفاجئة التي يحدثها التسرب الكثيف لغاز المدينة داخل البيوت، كما تنصح المؤسسة زبائنها بالقيام بعمليات مراقبة وصيانة دورية لمختلف الشبكات الداخلية للغاز وكدا تجهيزات التدفئة وسخانات الماء.
كما لم تتوقف تدخلات المؤسسة عند هذا الحدّ بل قامت أيضا بعدّة أشغال تجديد بشبكات التوزيع العمومي ووضع قنوات أخرى أكثر مقاومة للصدأ والعوامل المناخية، وآخرها ما أنجز بحي فلاوسن "البركي" حيث تم تجديد حوالي 28 كلم من قنوات غاز المدينة. مصالح التجارة هي الأخرى معنية بتطبيق الإجراءات الوقائية ضدّ مخاطر الغاز والحوادث الناجمة عنه، حيث صرّح مدير التجارة بولاية وهران بأن فرق التفتيش شرعت منذ أمس في حملة مراقبة واسعة عبر محلات بيع المدفئات وسخانات المياه بهدف إلزام التجار ببيع أجهزة الإنذار مع المدفئة أو سخان الماء، وفي نفس الوقت تحسيس الزبائن بضرورة تركيب هذا الجهاز في المنازل ، لأن الغازات المحترقة لا لون لها ولا رائحة وتقتل في صمت دون أن تترك لضحيتها المجال لطلب النجدة وهنا تكمن الخطورة، كما أكد ذات المتحدث أن هذه التعليمة موجودة لكن التجار لا يطبقونها، أو بالأحرى لا يُلزمون زبائنهم بشراء جهاز الإنذار مع المدفئة. وفي جولة ببعض المحلات لوحظ اهتمام بعض الزبائن لذلك فراح بعضهم يسأل صاحب المحل عن توفر أجهزة كشف الغازات وأسعارها التي اختلفت حسب النوعية والعلامة التجارية، بعدما كانت غير مطلوبة في السابق، فيوجد منتجات تتراوح أسعارها ما بين 1200 دج و1500 دج وأخرى ذات جودة أفضل تراوحت ما بين 3800 دج وأزيد من 4000 دج، وأوضح بعض الباعة بأن السوق تتوفر على نوعين من أجهزة الإنذار الأول وهو الأرخص يكشف عن تسرب الغاز الطبيعي فقط أما الثاني وهو المهم ويكشف عن تسربات غاز أحادي أكسيد الكربون أي الغازات المحترقة، فيما تعتبر التجهيزات التي تتوفر عليها سونلغاز أكثر فعالية حسب التجار. وأعرب بعض الزبائن عن ارتياحهم لمثل هذه الإجراءات المهمة خصوصا بعد تزايد ضحايا القاتل الصامت في الجزائر. وفي المقابل تواصل أسعار الأجهزة المنزلية الارتفاع حيث وصل سعر سخان الماء من نوع "junkers" بسعة 11 لتر إلى 28800 دج وهو الذي كان في حدود 21000 دج في العام الماضي أما بسعة 5 لتر فحدد سعره بـ 24500 دج