ينزل الدكتور عبد الله حمادي يومي 29 و 30 مارس الجاري ضيفا على فعاليات الصالون الدولي للكتاب للمشاركة في النشاطات الادبية و الفكرية للمعرض.
و أكد في تصريح خص به الدكتور حمادي الجمهورية ، أن كتابه الجديد " الشاعر المعتمد بن عبّاد ملك إشبيلية " سوف يكون متوفرا في معرض الجزائر الدولي في جناح دار اختلاف و الكتاب يقع في 430 صفحة ونشر في دار ضفاف ببيروت بالاشتراك مع دار اختلاف بالجزائر .
عن محتوى الكتاب يقول : " المؤلف يتناول حياة " الشاعر المعتمد بن عبّاد ملك إشبيلية" الذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي، أي عصر ملوك الطوائف حيث سقطت الخلافة الأموية في الأندلس وانتهت بعدها الفترة العامرية في حدود 1030 ميلادية وانتهت الأمور بحرب أهلية طاحنة في الأندلس أسفرت عن عصر الجديد يقال له " عصر ملوك الطوائف" حيث انقسمت الأندلس إلى أزيد من عشرين إمارة من أشهرها إمارة " ملوك بني عبّاد بإشبيلية " والتي انتهت في حدود 1090 ميلادية ؛ هذه الإمارة التي حكمها الشاعر الملك المعتمد بن عبّاد إلى غاية سقوها حيث دام حكمه لها حوالي 26 سنة... وشهد عصر المعتمد بن عباد تطاحنا كبيرا بين أمراء الطوائف واستفحلت فيه ما يسمى " بحروب الاسترداد " التي شنها أمراء النصارى الإسبان على ملوك الطوائف؛ ووصلت لأول مرّة في تاريخ الأندلس تحول المسلمون في الأندلس يدفعون الجزية لملوك الأسبان من شدة ضعفهم والصراع الذي كان يدور بينهم. هذا الصراع الذي بلغ أشده لمّا استولى ملك الأسبان ألفونسو على أبرز إمارة في الأندلس وهي إمارة بني ذي النّون بطليطلة عام 1085 ميلادي واستمر الزحف المسيحي على باقي إمارات الأندلس الضعيفة وأوشك أن يحتلّ إمارة بني عبّاد بإشبيلية التي كان يحكمها الملك الشاعر المعتمد بن عبّاد ممّا اضطر هذا الأخير أن يستنجد بالمُرابطين الذين كانوا بمراكش فكان المعتمد هو الذي أقدم على اتخاذ هذه المبادرة التي انتهت بدخولهم إلى الأندلس واشتراكهم مع الأندلسيين في المعركة التاريخية المعروف باسم " معركة الزلاّقة " عام 1086 ميلادية والتي دارت بينهم وبين الجيوش المسيحية التي أوشكت أن تقضي على الوجود العربي الإسلامي بالأندلس، لكن بفضل مبادرة المعتمد الشاعر الملك، انتصر المسلمون على النصارى في هذه المعركة التاريخية، وكانت سببا مباشرا في بقاء الأندلس في يد المسلمين إلى غاية سقوط إمارة غرناطة عام 1492 ميلادي...كلّ هذه المرحلة التي عرفها القرن الحادي عشر كانت محل دراسة كتابي ؛ حيث ناقشت مجرياتها التاريخية بالتفصيل كما تناولنا حياة المعتمد كشاعر وكملك لهذه الأمارة التي اشتهرت بالأدب، وتتبعت فيها حياة المعتمد كشاعر وكملك لهذه الإمارة ثم ناقشت موضوع عن انقلاب أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين على ملوك الطوائف وعزلهم جميعا وصارت الأندلس تابعة لدولة المرابطين وانتهى الأمر بأسر المعتمد بن عباد وأخذه إلى مدينة أغمات قرب مراكش ليُنهي حياته أسيرا إلى غاية وفاته عام 1099 ميلادية ويخلد هذه المرحلة الحزينة بأجمل أشعاره التي كتبها في المنفى وفي السجن هو ورفيقة دربة " الرّميكية " التي كانت بينه وبينها قصة حب تاريخية كبيرة تشبه قصة ابن زيدون وولادة التي كانت معاصرة لقصة المعتمد ..."