فشل المنتخب الوطني المحلي في تحقيق اللقب الأول له في بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين خلال النسخة السابعة التي نظمتها الجزائر، وذلك عقب الهزيمة في المباراة النهائية ليلة السبت في ملعب "نيلسون مانديلا" ببراقي في الجزائر العاصمة بركلات الترجيح (5-4)، بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.وكان باديا من الوهلة الأولى أن المباراة ليست سهلة لرفقاء كداد أمام منتخب تكوين أغلبية لاعبيه أكاديمي، وهو ما تجسد فوق أرضية الميدان من خلال التوزيع الجيد لـ"أسود "التيرانغا" الذين عرفوا كيف يمتصون حماس وضغط "الأفناك" الذين حاولوا هز شباك "باب سي" حارس السنغال، ورغم الخطورة التي كانت من الجهة اليمنى عن طريق بلخيثر الذي كاد في إحدى المحاولات أن يفتتح باب التسجيل، إلا أن يقظة حارس السنغال حالت دون ذلك، فيما كان الرد سريعًا من كتيبة "باب ثياو" عن طريق رأسية "موسى ندياي" التي جانبت إطار مرمى الحارس ڤندوز. حاول باكير بقذفة من بعيد، بعد استحالة اختراق دفاع الزوار، إلا أن الكرة كانت بعيدة، أبدى "أسود التيرانغا" ندية كبيرة، حيث بعد كل محاول لمحليي الخضر يردون بلقطة، ولو أن هذه المرة كانت خطيرة، لولا تدخل أيوب عبد اللاوي الموفق بإبعاده تمريرة كانت باتجاه "مباي" الذي كان أمام المرمى، ولحسن حظ الحارس ڤندوز أن مدافعه كان في المكان المناسب وحول الكرة إلى الركنية. باقي المرحلة الأولى كان سجالا بين "المحاربين" و"أسود التيرانغا"، فتارة يبادر أصحاب الأرض والجمهور بهجمات كانت بحاجة لصاحب اللمسة الأخيرة، وتارة يكون الرد على شكل هجمات مرتدة من العمق، أول إثر خطإ في التمرير، فمحيوص كان تحت الحصار، وعجز عن التحرر من المراقبة اللصيقة التي فرضت عليه طيلة المرحلة الأولى التي تألق من خلالها المدافع مختار بلخيثر، فيما كان مزيان خارج مجال التغطية، ولم يكن فعالاً في الهجوم رغم إرشادات الناخب الوطني "مجيد بوڤرة" الذي ظل يطالب لاعبيه بالهدوء، لكن دون جدوى، وكأن "الخضر" يسعون إلى تعديل النتيجة أمام منتخب عرف كيفية تسيير المرحلة الأولى، بنسج تكتيكي يؤكد القراءة الجيدة لطاقم السنغال التدريبي لطريقة لعب المنتخب الوطني الذي اكتفى بالتعادل السلبي في المرحلة الأولى.بداية الشوط الثاني كانت حذرة من كلا المنتخبين، وطغى عليها الجانب التكتيكي، ولو أن المنتخب الوطني كان صاحب أول مبادرة وفرصة سانحة للتهديف، حيث لو استغل محيوص عرضية بلخيثر، فيما ظل وسط الميدان للخضر تائهًا طيلة الربع الساعة الأولى للشوط الثاني، ما استدعى إجراء تغيير سريع من الطاقم الفني، بعدما تفطن "مجيد بوڤرة" للفراغات الكثيرة الموجودة والتي استحوذ عليها "أسود التيرانغا"، فكان التغيير ضروريا، وذلك بإدراج قندوسي لاعب الأهلي المصري مكان محمد بكير لاعب شباب بلوزداد، إلا أن الأمور لم تتغير كثيرًا في ظل عدم فعالية مزيان الذي ضيع عدة كرات، وكاد ميريزيق أن يكلف المنتخب الوطني غاليًا، بعدما قدم كرة على طبق لـ"ندياي" الذي ولحسن حظ ڤندوز حارس الخضر أن الكرة أخطأت المرمى، باقي أطوار المرحلة الثانية كان صعب على كلا الفريقين، "أسود التيرانغا" تدافع وتعتمد على الهجمات المرتدة، و"الخضر" يسعون إلى التسجيل بأي طريقة، لتنتهي المباراة في وقتها الرسمي على وقع التعادل السلبي 0/0 ويحتكم المنتخبان إلى الأشواط الإضافية، التي لم تشهد أي جديد على صعيد النتيجة، ما عدا الضغط من قبل العناصر الوطنية، التي واصلت في فرض منطقها، لكن دون تجسيد الفرص إلى أهداف، خاصة تلك التي كانت في الدقيقة 106 عن طريق تسديدة قندوسي والتي كان لها الحارس السينغالي بالمرصاد، لتستمر باقي المجريات من الشوطين الإضافيين بالتعادل السلبي، ليحتكم المنتخبان لضربات الترجيح، التي ابتسمت لـ"أسود التيرانغا" الذين حققوا اللقب في النسخة السابعة من "الشان" بـ5 ضربات مقابل 4.
