أكد الخبير الفلاحي داودي علي في حديثه عن الثورة الفلاحية التي تبنتها الدولة والاصلاحات التي تعزز بها القطاع أن الجزائر قد حققت الاكتفاء الذاتي في إنتاج الخضر والفواكه لدرجة تموين السوق الوطنية بمختلف المحاصيل الفلاحية والتصدير نحو الخارج بفضل السياسة الجديدة المنتهجة التي أعطت ثمارها الأولى وقدمت ضمانا حقيقيا ترتكز عليه الحكومة لخوض معركة ترقية الاقتصاد الأخضر.
وأسس الخبير الفلاحي فكرته التحليلية حول واقع الفلاحة بالجزائر من منطلق أن القطاع يعد ركيزة من ركائز الأمن الغذائي و يساهم بشكل كبير في توريد السوق الوطنية بالمواد الغذائية خصوصا الخضر والفواكه ما سمح بتقليص فاتورة الاستيراد والاستغناء عن السلع الاجنبية باستثناء الفواكه الاستوائية ، وهو مكسب حقيقي يعكس جهود الدولة والتفاعل الايجابي للفلاحين الذين استثمروا في القطاع وأبدوا اهتماما كبيرا بتطوير معظم الشعب التي تحتاجها السوق الوطنية وحتى الدولية .
فالاحصائيات الأخيرة التي أعلنت عليها الوزارة تشير حسب ذات المتحدث إلى تضاعف إنتاج الخضر ، ب 4 مرات من نهاية التسعينيات إلى يومنا ، نفس الشيء بالنسبة للتمور والكروم والحمضيات التي ارتفعت هي الاخرى بمرتين.
وعن فاتورة استيراد الحليب والقمح ، يرى الخبير أن الجزائر اليوم أمام تحدٍّ كبير يكمن في رفع مستوى إنتاج الحبوب والحليب في ظل الطلب المتزايد و تصاعد منحنى الكثافة السكانية المحددة في مليون نسمة سنويا ، هذا المؤشر بالذات يفرض على الدولة مضاعفة وتكثيف الإنتاج والاستمرار في رفع مستواه للحفاظ على نفس النتيجة المحققة في تلك الشعب ، بعدما وصلت فاتورة القمح لوحده 3 ملايير دولار يضيف ذات المصدر
وبالنسبة لالثورة الفلاحية التي ألح ولا يزال يطالب بخوضها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في عدة مناسبات تنطلق حسب داودي علي من زاوية تحسين الإنتاج والإنتاجية والضغط أكثر على قطاع الفلاحة ، خصوصا في منظومة الحبوب ، وهذا باستعمال التكنولوجيا الحديثة ودعم ومرافقة الفلاح ، على اعتبار أن مردود الحبوب حاليا لا يتجاوز 15 قنطارا في الهكتار لأسباب طبيعية معروفة ، ما ينبغي مواصلة الجهود في السقي التكميلي لتغطية النقص و تدبدب في الأمطار مع التحسين الجبيني للبدور مقاومة للجفاف وتطبيق المسار التقني لكل منطقة زراعية من استعمال الأسمدة ومكافحة الحشرات .
وعن مشكل محدودية إنتاج الحبوب قدم الخبير خيارا واحدا يمكن في تهيئة الظروف والأرضية المناسبة لهذا النوع من الزراعة عن طريق تطوير شعبة الحبوب على مستوى المحيطات الصحراوية الخمسة المستحدثة ، والتي حققت نتائج مرضية لحد الآن بكل من أدرار والمنيعة وغرداية و ورقلة وتيميمون ، هذه المناطق لديها قدرات ومؤهلات طبيعية كبيرة من الأراضي الفلاحية ومياه السقي ، خاصة وان تجربتها مع إنتاج الحبوب أكدت في الوقت الراهن هذه المعطيات وستساهم في المستقبل القريب على امتداد السنتين المقبلتين في رفع الحصة بتوسيع المساحة المزروعة والاستثمار في الفلاحة الصحراوية