مدريد تغيّر موقفها التاريخي من قضية الصحراء الغربية لصالح المخزن

صفقة العار… !

الحدث
يفرض تغير الموقف الإسباني إزاء قضية الصحراء الغربية نفسه على الساحة الدولية، مابين مرحب للأمر خاصة المخزن والدول الموالية له ومابين رافض لهذا القرار الذي يعتبره كثيرون خرجة ارتجالية في غير صالح إسبانيا المتخبطة في مشاكلها الداخلية الكثيرة، وبأنه واحدة من عثرات الحكومة الإسبانية التي كثرت وقد تسقطها، معتبرين أنها أخطأت في اعتقادها بأن مسايرتها للأطروحة المغربية سيخفف عنها الضغوط الداخلية، وحذّروا من تداعياتها على العلاقات الجزائرية الإسبانية التي كانت توصف بـ "الجيدة"، وبأنّ تصريحات بيدرو سانشيز كانت سببا في إثارة زوبعة سياسية داخل إسبانيا، وتغيير مدريد لمواقفها من النقيض إلى النقيض لصالح المخزن والقفز على حقوق الصحراويين لن ينقذ الحكومة الإسبانية، بل كان عليها أن تراعي التوترات الحاصلة في المنطقة خاصة بين الجزائر والمغرب، وتعمل على تهدئة الأوضاع والاستثمار الإيجابي فيها، لكن العكس هو الذي حصل، فتواطؤ إسبانيا يهدد استقرار المنطقة، خاصة وأن مدريد بإعلانها هذا خسرت حليفا استراتيجيا لها في حوض المتوسط وهي الجزائر المعروفة بتأييدها للقضية الصحراوية، والوقوف إلى جانبها على اعتبارها آخر مستعمرة في إفريقيا، وينبغي تصفيته ومنحها استقلالها. لكن في نفس الوقت فإن الكثير يعتبر أنّ ما حصل لم يكن سوى واحدة من انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية التي كانت إحدى أسباب تغير الموقف الإسباني، معتبرين إياه بسعي أمريكي غير مباشرللضغط على الجزائر للانضمام إلى القطب الغربي، والإذعان لإعادة تشغيل خط غاز المغرب العربي – الأوروبي.

يرجى كتابة : تعليقك