عرّف المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية بوهران النقيب بلالة عبد القادر وبالتحصيل الحاصل في الحوار الذي أجرته جريدة الجمهورية بمهام جهازه ومدى جاهزيته في حالة وقوع أي كارثة طبيعية من شانها أن تلحق أضرارا مادية وجسمانية متفاوتة الخطورة وقدرتها على مواجهة هذا الاحتمال على اعتبار أن وهران ليست بمنأى عن خطر الزلازل بناء على نظام وطني يقوم على الحماية والوقاية والتدخل والإسعاف .
ووفق خطة استباقية وعمل مشترك بين المصالح والوزارة تعمل مديرية الحماية المدنية على التحضير الجيد والاستعداد الدائم تحسبا لأي خطر طبيعي من خلال 27 وحدة عملية مجهزة ومجندة للتدخل الاستعجالي يضمنون حماية الأرواح والممتلكات ويسهرون على تأدية المهام المخولة إليهم حسب ما تحدده الإستراتيجية الوطنية للوقاية من الأخطار الكبرى وتسيير الكوارث الطبيعية .
بعد زلزال الاصنام سابقا والشلف حاليا في 10 أكتوبر 1980 تقرر وضع نظام للوقاية و التكفل بالكوارث الطبيعية أو الصناعية مما أدى بالسلطات العمومية إلى إصدار سنة 1985 مرسومين 85 – 231 و 85-232 حول الوقاية من الكوارث و تنظيم الإسعافات و إثر زلزال بومرداس في 21 ماي 2003 و حيال جسامة الأخطار ارتأت الدولة الجزائرية إدراج نصوص قانونية اخرى للتحضير الجيد و التكفل الأمثل بالكوارث من خلال سياسة وقائية ، و بتاريخ 25 ديسمبر 2003 تم إصدار القانون رقم 04-20 المتعلق بالوقاية من الكوارث و تسييرها في إطار التنمية المستدامة.
فالمادة 2 من القانون المذكور تحدد الخطر الكبير بأنه كل تهديد محتمل للإنسان و البيئة قد يحدث بفعل طارئ طبيعي استثنائي أو بفعل نشاط الإنسان وتتشكل هذه الأخطار حسب المادة 10في الزلازل والفيضانات وتقلبات الطقس والحرائق والأخطار الصناعية والطاقوية والتلوث البيئي و أخطار الإشعاعات و الأخطار النووية والأخطار المتعلقة بالصحة البشرية و الأخطار المرتبطة بالصحة الحيوانية و النباتية و أخطار الكوارث المرتبطة بالتجمعات البشرية الهامة.
على مستوى ولاية وهران لم يهمل الجهاز الإستعداد الإستباقي من خلال التحضير الجيد لمختلف الفرق المتخصصة من أجل التدخل تحسبا لأي طارئ سواء داخل الولاية أو خارجها ،فنظام الوقاية من الكوارث الطبيعية هو مخطط أنجزه مختصون في الكوارث الطبيعية والمخاطر الكبرى للوقاية و الخروج بأقل الخسائر الممكنة منها، و ينقسم المخطط إلى أربع مراحل أولها المرحلة القبلية التي تسبق حدوث كارثة والمرحلة الثانية وهي مرحلة الوقاية و التنبؤ بالكارثة للتقليل من مخاطرها و تداعياتها، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التدخل عبر عدة فرق للإطفاء و الحماية المدنية …وغيرهم، فيما تخصص المرحلة الثالثة وهي مرحلة ما بعد وقوع الكارثة أي مرحلة تقييم الخسائر و أخذ الدروس منها في حالة وقوع كوارث أخرى مستقبلية، كما يقوم مخطط الوقاية على العمل الميداني أي إجراء اختبارات ومحاكاة حقيقية لمختلف الكوارث الطبيعية.
وفي هذا الصدد قامت الجزائر بتجربة محاكاة لفيضان في سبتمبر 2020 وقع في الشلف، و وأخرى في أكتوبر من سنة 2022 لكارثة زلزال في بومرداس، وحسب المندوب الوطني للمخاطر الكبرى فأنه يتطلب إجراء مثل هذه النماذج والمحاكاة سنويا تحسبا لوقوع أية كارثة مفاجئة ، ولاختبار مدى جاهزية أنظمة الوقاية من الكوارث و المخاطر الكبرى في الجزائر.
وأكد النقيب بلالة عبد القادر أن مديرية الحماية المدنية لولاية وهران وتحت إشراف السيد مدير الحماية المدنية لولاية وهران العقيد سويكي محفوظ لديها 27 وحدة عملية موزعة عبر كامل تراب الولاية مع تسخير كافة الوسائل البشرية والمادية اللازمة والضرورية من شاحنات تدخل بمختلف الأنواع وسيارات إسعاف وكذا مستلزمات ومعدات فردية خاصة بالأعوان بمختلف الرتب يضمنون حماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على البيئة في إطار المهام المنوطة بالحماية المدنية.
فأفراد الحماية المدنية الجزائرية يحملون شارة الإنقاذ الدولية و الجزائر متحصلة على شهادة المطابقة و الاعتراف للهيئة الاستشارية الدولية المختصة في البحث و الإنقاذ الفرق التي تحمل الشارة الدولية هي الوحيدة المجهزة و المدربة للتحرك بشكل فوري و سريع دوليا باقي الفرق تتحرك بشكل تطوعي عادي و اغلبهم يصلون بعد مرور 72 ساعة و انتهاء فترة وجود الأحياء لأنهم غير مدربين و مجهزين للتدخل بشكل سريع و فعال خارج أوطانهم والحماية المدنية الجزائرية تضم فرقا متخصصة من بينها فرقة التعرف و التدخل في الاماكن الصعبة و الوعرة و فرقة التعرف والتدخل في الأوساط الحضرية و الفرقة السينو تقنية باستعمال الكلاب المدربة و فرقة التدخل في الكوارث الإشعاعية و الكيمائية وفرقة الغطس وفرقة الدعم والتدخل الأولي.
واستكمالا لدورها الوقائي والاسعافي تعتمد مصالح الحماية المدنية على معادلة ثالثة لا تقل أهمية عن العاملين الأولين والمتمثلة في الإرشادات والتوجيهات المفصلة الموجهة لسكان وهران والخاصة بالدرجة الأولى بخطر الزلازل باعتباره من الكوارث التي لا يمكن التنبؤ بها ، وهذا من خلال إتباع الخطوات الوقائية التي تعود إليها مصالحنا في الحملات التحسيسية وحتى في المناورات التمويهية ، خاصة أن حالة الهلع قد تدفعهم للوقوع في الخطأ والتعرض للضرر الجسيم .
كما أن قطاع الحماية المدنية يساير وكغيره من القطاعات الأخرى التطور التكنولوجي من خلال تنصيب منصات رقمية عبر كافة مديريات الحماية المدنية ، حيث تم تنصيب منصة رقمية على مستوى مركز التنسيق العملي المتواجد بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية المجاهد المرحوم المقدم بن سنوسي محمد أين يتم التنظيم والتنسيق وتوجيه الإسعافات باستعمال هذه المنصة الرقمية وباستخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة.