تزامن الشهر الكريم هذه السنة مع عطلة الربيع التي تبرمجها وزارة التربية الوطنية سنويا مباشرة بعد انتهاء امتحانات الفصل الثاني من الموسم الدراسي، هي الفرصة التي فتحت الباب أمام الأولياء للاستمتاع برمضان والتلذذ بالصوم في جو اسري خاص تخلو منه مظاهر القلق والمرافقة اليومية لمراجعة الدروس والمقرر السنوي.
تقاطع شهر الصيام مع العطلة هذه السنة ولأول مرة منذ عدة أعوام أثلج صدور العائلات وبالأخص الأمهات اللواتي يجدن أنفسهن محاصرات بين أعباء ومشقات التكفل بمائدة رمضان وبين السهر على رعاية أبنائهن و مرافقتهن خلال فترة الدراسة منذ انطلاق الموسم، وهي الفرصة السانحة التي جعلت من المناسبة الدينية استثنائية بمعنى الكلمة لطرفين اثنين في هذه المعادلة أولهما الأولياء ثم الأساتذة وحتى الموظفين الذين يفضلون مزج أجواء رمضان بالعطلة وتوديع ولو بشكل مؤقت أيام التوتر والاضطرابات والتي تزداد حدة مع انطلاق الاختبارات الفصلية.
وان كان اجتماع المناسبتين في شهر واحد قد يضفي لمسة مغايرة على برنامج العائلات الجزائرية ويعدل من رزنامة خرجاتها التي تنظمها في كل موسم لاسيما بالنسبة للأسر التي اعتادت على برمجة رحلات استجمامية خارج الولاية، أو حتى خارج الوطن فإن ذلك لم يخلط حسابات هذه الفئة التي رحبت بالعطلة واعتبرتها رخصة بنكهة خاصة لما لها من تأثيرات ايجابية من زاوية أنها تقلص من البرنامج المسطر في الأيام العادية والذي يلتزم فيه الأولياء بالتوفيق بين العمل والأوقات المخصصة للأبناء وبين احتياجات البيت من تسوق وطهي وغيرها .
فبعد أسبوع كامل من الضغط وليالٍ بيضاء بالنسبة للانقسام النهائية دخل الأبناء والأمهات أخيرا في فترة نقاهة وراحة مؤقتة والتفرغ لقضاء شهر العبادة واقتناء مستلزمات هذه المناسبة وشراء ملابس العيد بأريحية منذ أول يوم من الشهر الفضيل ، خاصة أن التبضع يتطلب وقتا وصبرا غير محدود من محل لأخر بحثا عن الموديل والطاقم الذي يناسب الأبناء
شوارع الباهية وعلى خلاف المواسم السابقة، ومنذ عشية رمضان لم تتوقف فيها الحركة ولم تتراجع موجة تدفق المتسوقين لحد الآن من سكان الولاية وحتى الوافدين إليها من المناطق المجاورة الذين اختاروا المدينة المتوسطية وجهة لهم في هذه العطلة بالذات للتسوق من جهة وإحياء الشهر المبارك من جهة أخرى على مدار عدة أيام بدلا من التقيد بوقت محدد لا يتعدى عطلة نهاية الأسبوع
والشيء الأكيد أن رمضان هذه السنة قد صنع الاستثناء بعيدا عن الحجر المنزلي والجائحة وألغى كل القيود سواء تلك المرتبطة بالانضباط بالنسبة للأطفال الذي يلتزمون بالنوم المبكر و الابتعاد عن السهر لساعات طويلة ، أو بالنسبة للأمهات والموظفات اللواتي يضحين بجهدهن وأوقاتهن في سبيل توفير الجو المناسب لهم و تستغني في الكثير من الحالات عن مطالب عديدة عاجزة عن تسيير وقتهن وقف ما يتطلبه الضيف الكريم دون الانشغال بأمور أخرى.