تحت شعار '' رمزية العادات والتقاليد لشهر رمضان في المجتمعات العربية''

مجلس التعاون العلمي العربي بالجزائر ينظم الندوة الأولى لـ "اشراقات رمضانية"

مجلس التعاون العلمي العربي بالجزائر ينظم الندوة الأولى لـ "اشراقات رمضانية"
رمضانيات
نظم نهاية الأسبوع مجلس التعاون العلمي العربي بالجزائر ندوة دولية ''اشراقات رمضانية'' في حلقتها الأولى الموسومة بـ'' رمزية العادات والتقاليد لشهر رمضان في المجتمعات العربية'' وهذا بالاستعانة بتقنية التحاضر عن بعد Zoom ، الهدف من هذه الندوة التعرف على الثقافات السائدة لكل مجتمع من المجتمعات وخلق فضاء للتواصل وتوحيد الجهود الأكاديمية العربية من خلال الاهتمام الكبير بمجال التراث الشعبي العربي الاسلامي، من نشاطات إجتماعية مختلفة تتعاقب عبر الروتين اليومي المتكرر والموسمي الذي يعبر عن مفهوم المشاركة الفردية والجماعية . حظي هذا اللقاء الفكري بمشاركات عربية لكل من دولة الجزائر، فلسطين، العراق، لبنان، تونس، مصر، الأردن. وافتتح الدكتور قاضي هشام رئيس مجلس التعاون العلمي العربي الندوة الدولية الفكرية مؤكدا على تجسيد مشاريع بحثية في حقليات معرفية متعددة التخصصات ليصبح هذا التعاون العلمي عقلا تنويريا يهدف الى تحقيق مكانة للمثقفين العرب من خلال تبادل الخبرات والتجارب البحثية في مجال التراث المعنوي والمحافظة عليه كإرث ثقافي واجتماعي لإثبات الهوية الاجتماعية. في حين تناولت مديرة الندوة الدولية الدكتورة مريوة حفيظة ممثلة عن الجزائر أن لكل مجتمع من المجتمعات مظاهر ثقافية تميزه وتؤسس مفهوم هويته المحلية والتي يتم تشييدها وفق عناصر ثقافية لما تتضمنه من عادات وتقاليد وقيم وأعراف منقولة الى أفراده عبر عملية التنشئة الاجتماعية التي تخلق لديهم الاعتزاز بها والمحافظة عليها كإرث يتوارثه الأجيال كلغة رمزية تمكنهم من الاتصال على مر العصور وتشكل عاملا أساسيا لتوحيد الذهنيات حول مبدأ المحافظة على التراث والاتصال بالماضي ليصبح رأسمال رمزي لديهم ويكسبهم روح الجماعة ،في نفس السياق أكدت الدكتورة أن الأهداف المسطرة لهذه الندوة تتمثل في العلاقة الموجودة بين الانسان ومجتمعه من خلال العملية التفاعلية التي تتأرجح بين الثبات والتحول في مقوماتها وركائزها. ومن خلال المناقشة خرج المتحاضرون بجملة من الاشكالات يمكن طرحها للمناقشة مع الخبراء والمختصين، وهي كالاتي: كيف ساهمت العادات والتقاليد في المجتمعات العربية كنوع من النشاطات الثقافية والممارسات في التعبير عن نمط عيش الأفراد والجماعات في شهر رمضان المبارك؟ وماهي أهم مظاهرها في الوسط الاجتماعي؟ ماهي العادات والتقاليد التي تضع لنا مشهدا رمضانيا وتعطينا طابعا يختلف باختلاف البيئة والثقافة؟ وكيف يمكننا أن نتكلم اليوم عن المراحل الانتقالية من نمط تقليدي يخضع لضوابط وقواعد تقليدية إلى نمط جديد يريد أن يتبنى لنفسه الحداثة والعصرنة فكريا وسلوكيا؟ العادات والتقاليد بين التقليد والحداثة؟ وعرفت الندوة مشاركة مدير ورئيس مركز "السنابل للدراسات والتراث فلسطين" والذي قدم مداخلة بعنوان "التقاليد والطقوس في شهر رمضان " مؤكدا أن العادات والتقاليد تعد أليات فعالة للضبط داخل الأسرة حيث تشكل لنا رأسمال موروث من خلال منح العائلات لأبنائها أنماط الحياة للأجيال القادمة بواسطة الممارسة اليومية التي تشكل أسلوب حياة مميز وأيضا ربطها ببعض العوامل بالزمان والمكان وطبيعة المجتمع والظروف الاجتماعية، وهذا ما يشكل لنا الرأسمال الثقافي ويمكن تطويره. مضيفا:" هذه النفحات من التراث المعنوي تشكل الأرضية التي تتوقف فوقها الروابط المتعددة بين الدوافع الاجتماعية وأفعال الأفراد وأعمال الجماعات " وبعدها تناولت الدكتورة أمل شمس من مصر مداخلتها الموسومة تحت عنوان بـ ''رمضان اشراقات العطاء في الواقع والتاريخ '' مؤكدة في طرحها السوسيولوجي أنه رغم كل التحولات التي يعيشها المجتمعات العربية بما فيها مصر إلا أنه مازالت العائلات تحافظ على بعض العادات والتقاليد مدعمة ببعض النماذج والمظاهر كاستعمال الفانوس كدلالة رمزية لها معاني لاستقبال هذا الشهر والاحتفال بقدومه بالإنارة مؤكدة التكامل والتضامن الذي يشكل الرابطة الاجتماعي بين الأفراد والجماعات. في حين ابرزت الدكتورة ثناء الحلوة من الجمهورية اللبنانية على ان ما تفرقه الشهور الأخرى يجمعه شهر رمضان الذي يعد طرق استقباله موروثا ثقافي شعبي ينبع من أصالة المجتمع ويدعو إلى تعزيز ملكية الثروات الرمزية للحفاظ على التراث والحضارة والاحساس بالهوية والانتماء بالرغم من التحولات والتغيرات التي مست المجتمعات. اما المداخلة الخاصة بالجمهورية التونسية والتي اشرفت عليا الدكتورة حنان عروس متحدثة في طرحها عن التأثير الحضاري العثماني ودوره في تنوع العادات والتقاليد التونسية في هذا الشهير الفضيل الذي يعبر عن السياق التاريخي محاولة ربطه بالخصوصية الثقافية التي ترسم واقع الأفراد داخل وسطهم الاجتماعي. وفي الأخير تناولت الدكتورة رجاء خليل الجبوري رئيس المجلس الأكاديمي الرقمي للدراسات الانسانية والثقافية والتراث بالعراق في تقديمها الأكاديمي أن شهر رمضان له رمزية خاصة في المجتمع العراقي نال حفاوة واهتماما لا مثيل له في التراث الشعبي العربي الاسلامي، مع وجود بوادر التقاليد الجديدة التي يمكن رؤيتها وممارستها انطلاقا من الحداثة. واختتمت الندوة بمناقشات توصل فيها الى اقتراح تدوين استكتاب جماعي عربي يشمل كل المظاهر والعادات والتقاليد في الوطن العربي المحافظة على التراث والحضارة والهوية العربية.

يرجى كتابة : تعليقك