تنوعت عروض حلويات رمضان وتنوعت الأشكال والأصناف، ودخلت أسواقنا الشعبية منتوجات جديدة تعود في الأصل الى بلاد الشام، كانت تعرض على نطاق ضيق بالمحلات لتأخذ مكانا في أسواقنا في مشاهد جميلة ومغرية نراها لأول مرة.
حديثنا اليوم عن حلوى الحلقوم الشهيرة التي تتربع على عرش الحلويات بدول المشرق كسوريا وتركيا وفلسطين والعراق ومصر وتسمى "راحة الحلقوم" أو "الملبن"وتعتبر من الحلويات التقليدية، وعلى الأغلب هي من أصول تركية.
وتتواجد حلوى الحلقوم بالجزائر منذ القديم أيضا، لكنها لم تكن بهذا الانتشار الواسع، ف"الحلقومة" كما يسميها الكثيرون كانت تباع في محلات بيع المواد الغذائية مع مختلف أنواع الحلوى الأخرى، وتعرض مع المكسرات والحلويات في احتفالات رأس السنة الأمازيغية "يناير"، ولم يسبق أن عرضت لوحدها في الأسواق وفي رمضان.
ظهرت حلوى الحلقوم بقوة هذا الموسم، في نشاط تجاري جديد فرض نفسه في مساحات واسعة داخل سوق المدينة الجديدة و"لاباستي"، تعرض فيه مختلف أنواع هذه الحلوى على طاولات الباعة المتجولين، وتباع بالميزان وفي العلب الجاهزة، الى جانب حلويات أخرى ك"النوقة" وحلوة الترك.
عروض شملت مختلف الألوان والأصناف والأشكال ونكهات الفواكه التي اختلفت من البرتقال الى الليمون والنعناع، ولقيت هذه العروض اقبالا من المواطن الذي يحب دوما تجربة وتذوق ما يتواجد في السوق خاصة إذا تعلق الأمر بالحلويات والعروض التي تشد الانتباه، كما تقبل ربات البيوت على شراء "الحلقوم" لاستعمالها في تزيين حلويات العيد وكذلك لتقديمها مع الشاي بجوار "الشامية" و "الزلابية".
يرجع انتشار حلوى "الحلقوم" في الأسواق المحلية إلى انتاجها محليا بعدما كانت تستورد من الشام وتركيا، حيث أصبحت تتواجد ورشات متخصصة في صناعة "الحلقوم" بوهران وهي موجودة منذ سنوات بالعاصمة، حسب أحد الباعة. هذا وتحول هذا المنتوج الى حرفة جديدة اتجهت إليها أغلب النساء الماكثات في البيت والمتخصصات في تحضير الحلويات وأصبحت واحدة من أهم المشاريع المربحة، علما أن "الحلقوم" تحضر بلوازم بسيطة لا تتعدى الهلام الغذائي والسكر والنشا مع إضافة الفواكه أو نكهات الفواكه وعملية اعدادها سهلة وبسيطة، ومنها من تحشوها بالمكسرات. وتعتمد الكثير من السيدات على تحضير هذه الحلوى في لبيت لاستعمالها عند الحاجة إما لتقديمها في أطباق حلويات السهر أو تقديمها للأطفال.
وتبقى حلوى "الحلقوم" من الحلويات الشهيرة التي كانت من حلويات "البريستيج" قديما، كما كانت في وقت ما تباع في محلات بيع الحلويات العصرية بالميزان، وتتوفر عند المحلات المتخصصة في بيع المكسرات، وكانت تباع طبيعية دون منكهات ولا ألوان قبل أن تتطور إلى ما هي عليه اليوم.