مرت سنتان على رحيل الإمام بوشيخي عبد القادر الذي كان قامة علمية مميزة بمدينة الأبيض سيدي الشيخ ،مارس شرف الإمامة لأكثر من 3 عقود، كرّس حياته في خدمة قطاع الشؤون الدينية وظل عميد الأئمة من سنة 1967 إلى غاية 1995، ولد المرحوم الحاج عبد القادر بوشيخي سنة 1934 بالأبيض سيدي الشيخ، وافته المنية خلال 17 فيفري 2022 عن عمر ناهز 87 عاما، بعد مرض عضال ألزمه الفراش لسنوات، ينحدر من عائلة اشتهرت بالعلم والمعرفة والجهاد ،حفظ كتاب الله في سن مبكر وعمره لا يتعدى 15 سنة، تتلمذ على يد شيخه ناصري المعروف بـ"الطالب موسى" الذي كان من أعلام المنطقة آنذاك وظل الفقيد يواصل مهامه النبيلة بصرامة. عُرف بأياديه البيضاء في الأعمال الخيرية والمساهمة في إصلاح ذات البيْن ،والإرشاد الديني والتوجيه، كما عُرف كذلك بغيرته على الثوابت الوطنية منذ صغره، واعتلى منبر الإمامة عن اقتدار وجدارة منذ فجر الاستقلال سنة 1962، حدث ذلك بالنظر لتفوقه في منهجية التدريس القرآني وإلمامه بكتاب الله قراءة واستظهارا وتفسيرا عن طريق شيخه "الطالب موسى" رحمه الله ، ظل يستزيد من مصادر الثقافة الإسلامية من شتى مصادرها ومراجعها، علوم القرآن الكريم، والحديث النبي الشريف..
كانت بداية مسيرته في التوظيف كإمام ومدرس بالمسجد العتيق الذي يعتبر منارة علم تتجاوز 4 قرون بالقصر الغربي بمدينة الأبيض سيدي الشيخ، ما مـكنه في فترة وجيزة من كسب احترام كل من عرفه من داخل وخارج مسقط رأسه، وكان الإمام بوشيخي الحاج عبد القادر يعتبر مدرسة بامتياز ساهم بقدر كبير في تخرج المئات من حفظة كتاب الله وسهر على تكوينهم، صاروا علماء وأهل مناصب راقية، على غرار مهمة " عميد " لأئمة دائرة الأبيض سيدي الشيخ الأكثر من 33 سنة، كما ظل من مراجع الفتوى محليا، ونظرا لمكانته في الوسط الاجتماعي وممارسته لمهمة الإمامة في عدد من مساجد الأبيض سيدي الشيخ، وحتى بمدينة سعيدة التي حُول إليها ومكث هناك من سنة 1970 حتى سنة 1973 في نفس المهمة ،منها الإمامة والتدريس وشؤون أخرى، تقلد أيضا عدة مهام بقطاع الشؤون الدينية، منها مديرا لما كان يُسمى " المعهد الإسلامي للتعليم الأصلي والشؤون الدينية" خلال سنوات السبعينيات،على غرار ما قدمه للمجتمع من مهام في التدريس والتعليم ،تحفيظ القرآن الكريم،الفقه، وشتى العلوم الدينية والشريعة بالمنطقة.