خيمة صحراوية لأحياء سهرات رمضان بالأحياء

جلسة بنكهة "تاي" تيميمون

جلسة  بنكهة "تاي" تيميمون
رمضانيات
يعود الموروث الثقافي و الاجتماعي للواجهة ويتصدر سهرات القعدة الرمضانية ويضفي عليها طابعا مخالفا ويجعل منها نكهة يفوح منها عطر الأصالة والهوية القومية تستهوي كل من تجري في عروقه روح الوطنية وحب استكشاف التراث اللامادي . يبحث الصائم خلال الشهر الكريم عن كل ما هو مميز ومغاير يحقق له أجواء جمالية ورؤية مستوحاة من عمق العرف الاجتماعي ويكتشف من خلاله خصوصية كل منطقة ، ويقف من ورائها على عادات وتقاليد كل منطقة ، ويشيّد على أساسها جسر التواصل بين الأجيال ، وتتجانس من زاوية التنقيب روح التكامل والتوافق بين الأصالة والحداثة أمام تباين العروض وتنوع الخدمات المقدمة في السهرة الرمضانية تفضل العائلات كل ما هو جديد ومميز يجعلها تسبح وتغوص في عالم يجمع بين الثقافة العصرية و التقليدية يسافر فيها وعبر رحلة سياحية إلى الولاية التي اختارها ،في جولة قصيرة في عمق الصحراء ، تجالس فيها كل ما هو حرفي تقليدي تتغنى به المنطقة وتعتز بإرثها الثقافي والحضاري بولوج الخيمة الصحراوية. من أقصى ولاية الجنوب الغربي ومن الواحة الحمراء حضر براد الشاي التيميموني ، ومن قصور الطين وعلى بعد قرابة الألف كلم عن ولاية وهران تحط خيمة تيميمون الرحال بالباهية وتعرض خدماتها على سكان المدينة المتوسطية . هم شباب من مدينة قورارة فضلوا الاستثمار في التراث الجزائري والتعريف بولايتهم بلوحة طبيعية غلبت عليها ألوان الأسود والأحمر والبني ، تعكس حضارة المنطقة و تحكي يوميات الشاب التيميموني بتفاصيل لا تخرج عن عادات وتقاليد العائلات الجزائرية المتواجدة بالجنوب والتي لا تزال متمسكة بكل صغيرة و كبيرة بعالمها اللامادي . خيمة تقليدية من التراث الشعبي اختارت احياء الجهة الشرقية منها السلام والحديقة المتوسطية لتعرض نشاطها وتقدم برنامجها الرمضاني لسكان الحي وكل من يفضل الترحال والسفر . على خلاف المقاهي وقاعات الشاي اختارت الخيمة التقليدية البساطة النابع من التراث الشعبي لتبسط وتجهز المكان بكل ما يحتاجه الزائر بلمسة خاصة . وأنت تقصد المكان أول ما يشد انتباهك طريقة تحضير الشاي التيميموني ذي الذوق واللون المغاير ، يعكف على تحضيره شاب لا يتعدى عمره 25 سنة . بكل هدوء يبدأ في طهي الشاي مباشرة بعد صلاة العشاء ويحرس على وضع لمسته السحرية الذي يتمسك بها ويرفض كشف سر الوصفة حتى يحافظ على شعبيته وسط الحي ولا يفقد زبائنه الذين يقصونه من كل أحياء وهران. كل من يزور الحي لا يستطيع مقاومة رائحة الشاي المعطر بأوراق النعناع تعلوه رغوة خاصة تحكي قصة "التاي" الصحراوي وبدون أن يشعر يجد الضيف نفسه جالسا حول سنيوة براد الشاي والمكسرات إلى درجة الإدمان والعزوف عن المقاهي وقاعات الشاي ويبقى النشاط والحيوية يميزان المكان إلى غابة السحور في جلسة صحراوية لا تنسى.

يرجى كتابة : تعليقك