بالمسرح الجهوي الجيلالي عبدالحليم بمستغانم ، عرضت الفنانة ريم تكوشت مونودرام بعنوان "ليسبوار فالنوار" ، أرادت الفنانة المتألقة من وراء ذلك العرض الكشف عن جملة من الحقائق جسدتها في لوحات متتابعة ومتنوعة ، حيث تساءلت من خلالها على جملة من القضايا التي يعيشها المجتمع الجزائري منذ استرجاع سيادته سواء كان هذا ذات علاقة بالجانب الأخلاقي ، التاريخي ، العاطفي ، الاجتماعي ... في نفس السياق حاولت أن تجيب على جملة من التساؤلات بإقحام هذه المرة الجمهور حتى تمكن لعرضها نوع من التشويق ، بطلة المونودرام تعرف باسم غاليا ، تلقت في صباها من والديها تربية أصيلة ، لكن عند بلوغها سن المراهقة وجدت نفسها تائهة بين واقع مرير وحقيقة مغيبة لتبدأ مسيرتها البحثية عن بطاقة تعريفها وهذا من خلال طرحها و على نفسها جملة من التساؤلات بخصوص الحاضر المعاش الذي تلوث بشوائب إلى درجة أنه بات قاتما ، تفوح منه روائح كريهة ومستقبل غير آمن متذبذب ومجهول ، كما راحت تتساءل وتبحث عن من هي الآنا ؟ هل هي حقيقة أم فقط خيال وسراب ينجلي بمجرد انقشاع أشعة الشمس وبين الآخر الذي نجح في صنع لنفسه عدة أقنعة كلها قبيحة ، قاتمة ومريبة ، أقنعة تفتقد لكل ما هو رحمة وعطف ، حب وحنان هم صاحبها النهب ، السرقة والتخريب ، خلال مسيرتها البحثية تحاول الشابة غاليا هذه المرة ولوج عالم التاريخ فلم تجد إلا تزييف ، انحراف ، تدليس وتحطيم للرموز والعوالم كما التمست نية في إبعاد المجاهدين الحقيقيين من المشهد واستبدلهم بانتهازيين ووصوليين الذين عاثوا في الأرض فسادا ، لم تتغافل عاليا عن إلقائها نظرة حول ظاهرة الحراقة التي جعلت من الشباب وهو عصب الأمم يتشبث بالبحث عن حضن دافئ من وراء حدود بلاده غير آبه بالإنعكاسات الثقافية ، الاجتماعية والإقتصادية التي يمكن أن تنجر عن فعلته ، متسائلة عن الأسباب التي أوصلت هؤلاء الشباب الإقدام على هذا الفعل الإنتحاري ، طرحت غاليا كذلك إشكالية المثقفين الذين فشلوا في إيجاد مكان لهم في المجتمع في الوقت الذي يتصدر المشهد أشباه الأميين والغشاشين الذين نجحوا في كبح جماح تقدم وتطور البلاد ... أمام كل هذه المشاهد القاتمة والمحبطة تقرر غاليا العيش في جبل مكسوا بغابة كثيفة ، حيث تستأنس بذئب تقضي ما تبقى من حياتها إلى جانبه وهذا بعدما ارتاحت له وتأكدت بأنه لا يغدر بها .