رمضان زمان.."الطورنو" وريحة العيد

رمضان زمان.."الطورنو" وريحة العيد
رمضانيات
في هذا الوقت بالذات من أيام رمضان كانت تخرج الأمهات الى سوق المدينة الجديدة ولاباستي والدرب لشراء مستلزمات حلويات العيد لتبدأ التحضير لها مباشرة بعد اكتمال المكونات الأساسية والمتمثلة في فرينة الميزان والسميد والبيض وزيت "البيدو" الأصفر وماء الزهر والسكر الذي كان أيضا يباع بالميزان ويوضع في الورق البني، اضافة إلى مربى المشمش، وكانت هذه المقادير كافية لتحضير حلوة الطابع أو "الطورنو" الذي يزين بحبات من حلوة "اللوبيا" صغير الحجم وحلوة صابلي التي تلصق فيها حبتان مع بعضهما بمعجون المربى. وفي اليوم التالي تجتمع الأم والجدة والكنات وكل البنات وقد تشارك أيضا الجارات في تحضير الكعك بنفس المكونات بالإضافة الى المحسنات التي لا غنى عنها في هذه الحلوى التقليدية المتوارثة عن الجدات والمتمثلة في السمسم "الجنجلان" وحبة الحلاوة وزريعة البسباس والنافع. وكان المقروط والقريوش يتربعان على عرش الحلويات أيام زمان فلا يكاد يخلو بيت منهما بل أن المرأة التي لا تحضرهما ليست امرأة "حادقة"، بالاضافة الى "الغريبية" في الوقت الذي لم يكن للطلبيات الخارجية مكانا بين الأيادي الذهبية التي كانت تتحف المائدة بكل ما هو تقليدي. في أجواء مفعمة بالنشاط والمتعة ورائحة العيد كانت تزيد الحركة في كل بيت لتحضير أنواع الحلويات التي كانت تعد على الأصابع ولا تتجاوز الطورنو والكعك والمقروط والقريوش، وكانت تجتمع الجارات لصناعة هذه الأنواع وبكميات كبيرة، والأجمل من كل هذا أن هذه الحلوى ما عدا القويوش والمقروط كانت تحمل في صينيات لتطهى في أفران المخابز، ومن هنا ستنطلق حكايتنا في رمضان زمان للعدد المقبل.

يرجى كتابة : تعليقك