عاد "الدندان" أو "المسحراتي" الذي كان يوقظ الصائمين لتناول وجبة السحور خلال شهر رمضان منذ عقود خلت, من جديد ليصنع الأجواء الرمضانية المتوارثة في أوساط ساكنة مدينة بشار بفضل نشاط جمعية ثقافية محلية.
فبعد سنوات عديدة من افتقاد هذه العادة الإجتماعية المتمثلة في "الدندان" (أو القارع على الطبل), شرعت الجمعية المحلية لإحياء التراث الثقافي والسياحي في العمل من أجل اعادة بعثها واستدامتها باعتبارها واحدة من العادات القديمة التي كانت تميز شهر رمضان المبارك بمنطقة الساورة.
وأوضحت رئيسة الجمعية, ربيعة بوزار, في هذا الخصوص ,أن الجمعية التي تنشط في مجال إحياء والمحافظة على شتى العادات الدينية والإجتماعية والثقافية, تطمح من خلال هذه المبادرة إلى "المساهمة في استرجاع الأجواء الرمضانية وعاداته العريقة, من خلال إعادة بعث واحدة من تقاليد هذا الشهر الفضيل التي كانت في طريقها إلى الإندثار بهذه المنطقة من الجنوب الغربي للوطن".
وأضافت أن الشاب المتطوع علي بزطام انخرط ودون تردد في هذه المبادرة وأحيى هذه العادة بدقاته على طبله التقليدي وهو يجوب عدة أحياء بشار لإيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور, وهو يردد أدعية وأناشيد دينية, كما تمليه عادة "الدندان" بالمنطقة.
من جهته, ذكر علي بزطام "الدندان الجديد" انه في عصر المنبهات الرقمية أعتقد أن ممارسة نشاط "الدندان" تشكل "قيمة مضافة لجهود المحافظة على هذه العادة القديمة" التي تلاشت لأكثر من ثلاثين سنة, بعد رحيل قدامى "الدندان" بالمنطقة على غرار الأكثر شهرة من بينهم إبراهيم باعلي, والذي كان " الدندان" الرئيسي ببشار طيلة عشرية كاملة.
وتشكل عودة هذه العادة العريقة التي كانت تميز أجواء هذا الشهر المعظم ببشار عاملا للمحافظة واستدامة التقاليد الإجتماعية والدينية, والتي تعد محور برنامج الجمعية من خلال عديد الأنشطة التي تبادر بها بغرض حماية التراث الثقافي والديني لمنطقة الساورة.ومن أجل حماية التراث المحلي, قامت الجمعية بتأسيس الفرقة النسوية للحضرة والحفلات "أحفاد جباريات", حسب رئيستها.