كشف السيد ناصري العياشي، ممثل اللجنة الوطنية للخبازين بالغرب الجزائري، عن تراجع تبذير الخبز بـ 50 بالمائة، خلافا للسنوات الماضية، التي كانت تشهد رمي كميات كبيرة من الأرغفة وأضاف السيد ناصري العياشي في اتصال هاتفي أن الأمر راجع أساسا إلى الدور الكبير لحملات التحسيس والتوعية التي ما فتئت تقوم بها الجهات الوصية والجمعيات الفاعلة، الداعية إلى ترشيد الاستهلاك وعدم التبذير والرمي العشوائي لمادة الخبز وباقي المواد واسعة الاستهلاك الأخرى، وأضاف نفس المتحدث أن ظاهرة تراجع تبذير الخبز، لم تقتصر على وهران فقط، بل شملت عدة ولايات من الوطن بما فيها الغربية، وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا يجب تثمينه والدعوة إلى المواصلة في هذا المنحى من أجل القضاء على هذه الظاهرة السلبية، وكشف السيد العياشي أن الإحصائيات السابقة تشير أن كمية الخبز التي كانت ترمى في السابق بوهران، كانت في حدود 3 ملايين خبزة يوميا، وإذا احتسبنا تراجع النسبة بـ 50 بالمائة، فهذا معناه أننا في حدود 1،5 مليون خبزة هذه السنة، وبالتالي يجب تكثيف حملات التحسيس في وسائل الإعلام والمساجد والمدارس، من أجل حث المواطنين على تقليص واقتناء أرغفة الخبز حسب الحاجة اليومية، حتى نتفادى تلك المظاهر البشعة والسلبية، المتمثلة في رمي الخبز بأرصفة الطرق وحاويات القمامات ومختلف الأمكنة الأخرى.
وفي سياق آخر، دعا نفس المتحدث، على لسان نقابة الخبازين، الوزارة الوصية، إلى ضرورة تجسيد لائحة المطالب المطروحة منذ سنوات على طاولة الوزارة، وأولى هذه المطالب رفع سعر الرغيف العادي إلى 15 دج، وهذا بالنظر إلى تراكم العديد المشاكل التي أثقلت كاهل الخبازين، على غرار ارتفاع سعر الكراء وأجور اليد العاملة، تضاف إليها فواتير الكهرباء والغاز .. إلخ، مبرزا أن العديد من الخبازين أفلسوا بسبب هذه المشاكل المتراكمة منذ سنوات، وبالتالي يجب إيجاد حل عاجل بغية دعم الخبازين وتفادي غلق المزيد من المخابز مستقبلا.
350 مليون دولار خسارة سنويا
ومن جهته أكد السيد يوسف قلفاط، رئيس اتحادية الخبازين الجزائريين أن 10 ملايين خبزة ترمى يومياً في النفايات وترتفع الكمية في شهر رمضان لتصل إلى 13 مليون خبزة في اليوم بمعدل خسائر سنوية بقيمة 350 مليون دولار، مضيفاً "للأسف هذه حال المادة المدعمة من قبل الدولة، مآلها المفرغات العمومية وجزء منها تستفيد منه المواشي والحيوانات".
وفي وقت تدق السلطات والجهات المعنية ناقوس الخطر وتبحث عن حلول واقعية تضع حداً للتبذير الذي تتحمل الخزينة كلفته، تستفيد أطراف من استمرار الوضع عبر تجميع بقايا الخبز وإعادة بيعها إلى مربي المواشي والدواجن بسعر يتراوح بين 60 دج (نحو 0.4 دولار) و70 دج (0.5 دولار) للكيلوغرام الواحد، وبالنسبة إلى الخبز اليابس قبل طحنه فيبلغ سعره 100 دج (0.7 دولار) للكيس الواحد ويرتفع إلى 150 دج (دولار واحد) تقريباً في ظل زيادة أسعار الشعير والتبن مع نقص الكلأ.
وكانت السيدة مليكة بوعلي، المديرة العامة للمعهد الوطني للتكوينات البيئية، قد أكدت منذ أيام، أن التبذير الغذائي في شهر رمضان، هو آفة اجتماعية تلحق أضرارا بالبيئة حيث تقدر نسبة ارتفاع كمية النفايات خلال الشهر الفضيل بـ 10 بالمائة مع تسجيل 10 ملايين خبزة ترمى كل شهر و13 مليون خبرة يتم رميها خلال شهر رمضان.
وفي هذا الصدد كشفت بوعلي مليكة، أن وزارة البيئة والطاقات المتجددة أعلنت عن حملة وطنية للحد من التبذير الغذائي خاصة في شهر رمضان، حيث تم تسطير برنامج ثري بالتنسيق مع عديد الشركاء من مؤسسات وهيئات حكومية وجمعيات المجتمع المدني.