شعارها التطوع وهدفها التجند لمساعدة عابري السبيل والمحتاجين وغايتها إسعاد الآخرين وأملها اللّمة العائلية المفتقدة عند هذه الفئة ، هي عائلات تأهبت لدخول غمار مسابقات جوائر رمضان منذ حلول الشهر الفضيل و التي خصصها أهل الخير والإحسان وتركوا المجال مفتوحا لكل صائم يرغب الانتفاع بثمارها .
عائلات اختارت مطاعم الرحمة لتحط الرحال فيها ليس بحثا عن الوجبات الساخنة ، أو مائدة الإفطار الجماعي وإنما استعدادا لمهمتها الجديدة و النبيلة فطلقت الجو العائلي والصيام في حضنها وسط الوصفات والأطباق التي تحضرها الأم وانتقلت نحو مقرها الجديد الذي اختارته موطنا لها لمدة 30 يوما .
المعروف عن المجتمع الجزائري روح التضامن التي يزرعها من حين لأخر في المواقف والأحداث المؤلمة ولا يتأخر عنها كلما اقتضى الأمر وكلما احتاج إليها المواطن ، والمعروف عنه كذلك تلك الهبات والمساعدات التي يجمعها من اجل رفع الغبن عن المتضررين ، كل هذا أصبح ضمن يومياته ولا يتأخر عنها أبدا ، إلا أن الشيء المميز هذه المرة أن تتفق أسرة بأكملها و متكونة من 5 أفراد على تسخير طاقتها وجهدها في سبيل إنجاح مائدة الإفطار وفي سبيل العمل الخيري لا غير .
لم يتردد الأب وألام في تلبية نداء الواجب ولم يخالف الأبناء طريق الإحسان ولم تبتعد الآسرة عن مسؤولية رعاية من هم في أمس الحاجة للمساعدة ، فتعددت المهام وتنوعت الأعمال واشتركت وتقاسمت في أخر المطاف في الهدف المنشود ، حتى وان كان ذلك سيحرمها من بنّة إحياء المناسبة الدينية وفق الطقوس والأعراف الشعبية المعمول بها ، أو يكلفها جهدا أكبر بكثير عن الإفطار العائلي .
على مدار 30 يوما كاملة شمرت هذه عائلة التي فضلت أن تبقى في الخفاء على سواعدها وبدأت منذ اليوم الأول في المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوع لاقتناء مستلزمات الإفطار من الاسواق والمحسنين والطهي والتنظيف والترتيب كل حسب المهمة والأعباء التي اختارها على مدار عدة ساعات قصد تقديم مائدة تليق بالوافدين وبعملهم الخيري
ورغم الجهد والتعب الذي يلازم مثل هذه الوجبات ، إلا أن هذا لم يحد من معنويات تلك العائلة ولم يدفعها للتراجع آو التخفيف من وتيرة نشاطها بل على العكس لا تزال واقفة ومجندة إلى أخر يوم من رمضان .
العائلة التي التقينا بها بالصدفة ، ماهي سوى عينة عن قناديل العطاء التي تعهدت بغرس الابتسامة والأمان في نفوس الغير وشاركتهم فرحتهم بقدوم رمضان والقعدات الزينة والأمثلة هنا عديدة نختار منها اطارات وموظفين وأطباء من المنخرطين في الجمعيات والتنظيمات الذين فضلوا التفرغ للتطوع واقتطعوا عطلة مدتها شهر من أجل القيام بعمل نفعي على أكمل وأحسن وجه إيمانا واحتسابا .