من من جيل السبعينات والثمانينات لا يتذكر فوازير رمضان، الحلقات التلفزيونية الاستعراضية التي كانت تعود كل شهر رمضان لتعرض على القناة الوطنية وهي من انتاج محطات عربية، واستمرت الى غاية نهاية التسعينات، وقع فيها العديد من الممثلين المصريين حضورهم فكانت محطة لابد من التوقف عندها، ومتابعة حلقاتها، وكانت الفتيات وخاصة المراهقات يسرعن في انهاء مهامهن في المطبخ لمشاهدة الفوازير وما يميزها من مشاهد استعراضية غنائية. كان لفوازير "ألف ليلة وليلة" للفنانة شريهان التي عرضت سنة 1988 ميزة خاصة عند الجمهور الجزائري فهي الى جانب الاستعراضات الفنية والموسيقية كان لفوازير رمضان عموما ألغاز وأحجيات يحمل الفضول الى متابعتها لمعرفة الحلول، كما كانت الفوازير من البرامج المرتبطة بشهر الصيام وهي بذلك تحمل خصوصية تشد الجمهور، وبقيت على طول الزمن ذكرى وصورة راسخة في ذهن أجيال الزمن الجميل عندما كان للبرامج التلفزيونية ميزة وكانت أجندة التلفزيون الجزائري محدودة ورغم قلتها كانت ذات قيمة ابداعية تستوقف العائلات شدت على مر السنين جمهورا وفيا. رغم التنوع الحاصل اليوم في برامج القنوات العربية عموما لا يزال المشاهد العربي يحن لفوازير رمضان زمان بتلك الخصوصية وتلك البساطة وذلك الحضور المؤثر للفنانين، فكانت الموعد فسحة للراحة والمتعة، وكانت أجهزة التلفزيون بالأبيض والأسود لا تزال حاضرة تابعت فيها نسبة كبيرة من الأجيال أحلى البرامج والمسلسلات الرمضانية.