بلغ الإثنين سعر الدجاج 520 دج للكلغ، بأسواق وهران مسجلا ارتفاعا آخر، وهي الزيادات التي كانت متوقعة بسبب الإقبال الكبير على هذه المادة، من قبل الوهرانيين، على غرار باقي المواطنين عبر كامل القطر الوطني، لتزيين مائدة الإفطار، بطبق "الرقاق" او "التريد" مثلما يسمى في بعض المدن الجزائرية، إحياء لليلة القدر المباركة.
وقد لاحظنا خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا أمس إلى سوق "لاباستي"، مدى تذمر واستياء المتسوقين، الذين لم يستسيغوا سبب هذا اللهيب، الذي تعرفه معظم المواد الاستهلاكية، وخصوصا واسعة الطلب، حيث طالبوا من الجهات الوصية بالتدخل للقضاء على التضخم الذي تعرفه مختلف أنواع الخضر والفواكه، ولأن يوم أمس تزامن مع إحياء ليلة القدر، وهي المناسبة الدينية التي تفضل ربات البيوت تزيين موائدها بمختلف أنواع الأطباق المشهية، خصوصا طبق "الرقاق" الشهير، فقد كانت معظم القصابات ممتلئة عن آخرها من قبل المتسوقين، لشراء اللحوم البيضاء بنوعيها الدجاج والديك الرومي، حيث عبر الكثير من الزبائن الذين تحدثنا معهم عن سخطهم من هذا الغلاء الذي أثر على قدرتهم الشرائية، التي لم تتحمل هذا اللهيب في الأسعار، وأكد لنا أحد المتسوقين يقطن بوسط المدينة، أنه من غير المعقول أن يبلغ سعر الدجاج 520 و510 دج للكلغ في بعض القصابات، دون تحرك مصالح التجارة، للضرب بيد من حديد هؤلاء التجار المضاربين، الذين يتلاعبون بالقوت اليومي للجزائريين، مضيفا أنه في السنة الماضية، كان يشتري دجاجة كاملة لتزيين مائدة الإفطار إحياء لليلة القدر، ليكتفي هذه المرة بشراء شريحة من فخذ الدجاج بـ 250 دج، لا تسد رمق عائلته التي يزيد عدد أفرادها عن 5 أشخاص، كما تساءلت مواطنة أخرى تقطن بحي "قمبيطة" وجدناها في حالة يرثى لها، عن سبب عدم تمكن الجهات الوصية، من مواجهة هذا الغلاء الفاحش، كاشفة لنا أنها متقاعدة من قطاع التعليم ومنحتها الشهرية، لم تعد تكفي لقضاء شهر كامل من الاحتياجات، مبرزة أنه يجب إيجاد حل عاجل للقضاء على ظاهرة المضاربة. كما أكدت سيدة أخرى أنها أرادت تزيين مائدة الإفطار باقتناء أحشاء الدجاج لتتفاجأ ببلوغ سعرها أمس 1480 دج للكلغ، مكتفية بشراء 600 دج فقط حتى تدخل الفرحة في وجوه أبنائها الصغار. خاتمة بالقول إنه أغلى رمضان شهدته في حياتها.
من جهته أكد لنا أحد الجزارين المعروفين بسوق "لاباستي" بأنهم لا يتحملون ارتفاع سعر الدجاج، كاشفا أنه اشتراه أمس بسعر الجملة 495 دج، ليقوم ببيعه بـ520 دج، وهو الثمن الذي وصفه بالمقبول، ولم يرد تسويقه بـ 530 أو أكثر من ذلك، لأن لديه زبائن كثر ولا يرغب في أن يخسرهم، مضيفا أن المسؤولية يتحملها مربو الدجاج، حيث في كل مرة يتحججون بارتفاع العلف وندرته وكذا نفوق الدواجن بسبب إصابتها بأمراض وفيروسات متنقلة، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج إلى استراتيجية شاملة من أجل معرفة مكامن الخلل ومواجهة هذا اللهيب في الأثمان.