رمضان زمان : حقّ الملح

رمضان زمان  : حقّ الملح
رمضانيات
يعود بها الزمن إلى الوراء وإلى الرتوشات والاستعدادات الأخيرة لاستقبال عيد الفطر المبارك مع بداية العد التنازلي لانقضاء شهر رمضان الفضيل ونعود إلى ذكريات من طيف البساطة والقناعة والبركة التي حلقت في زمن لم يبق منه سوى صور نغمة الضحكات البريئة وقهقهات الفتيات و"باسينة الطورنو والغريبية ، دون أن ننسى قصعة المقروط المعسل ، سلطان المائدة الجزائرية . اليوم ونحن نستعيد تلك المشاهد ونستعد لاستقبال عيد الفطر لموسم 2023 نفضل أن نخرج ما بداخلنا من أحاسيس ومشاعر عشناها في سنوات الثمانينيات وعايّشنا فيها تلك الأيام الجميلة لحظة بلحظة ونخطف الأنظار بالحديث عن تلك المحطة ، ونحيل الكلمة إلى جيل العصر الذهبي ،الذي لم ينس أبدا مرحلة الطفولة وما تحمله في طياتها من خصوصيات عمر بأكمله بايجابياته وسلبياته بعدما أخذت قصص الجدة حيزا كبيرا من ركن رمضان زمان في الأعداد السابقة يأتي دور جيل الثمانينات اليوم لينفض الغبار عن مرحلة الطفولة وفرحة العيد والاستعداد له وأهم ما ميز تلك الفترة بالذات ، أين كانت الأم تحظى بتكريم خاص من رب العائلة عرفانا لما قدمته طيلة 30 يوما واعترافا رسميا من "الكبير" للمجهودات والمشقة التي تكبدتها جراء التكفل بطلبات عائلتها من إعداد مائدة الافطار إلى حلويات العيد وغيرها من الوجبات . حق الملح أو الهدية التي كان يقدمها رب العائلة عشية العيد في سنوات مضت هي عبارة عن قيمة نقدية كانت تستفيد منها الأم تعبيرا عن امتنان كل أفراد العائلة بالانجاز الكبير الذي أفلحت في اتقانه دون ملل أو كلل ، وكطريقة راقية كان المجتمع الجزائري يستعين بها للتعبير عن فرحته بالعيد و امتنانه الكامل وتقديره المطلق لحضن لم يتأخر عن العطاء ، فأين نحن من حق الملح وما نصيب المرأة اليوم من هذا التقدير وهي التي جمعت بين مسؤولية الأب وألام والمعلمة .

يرجى كتابة : تعليقك