تمر الأيام وينقضي الشهر الكريم ونطوي أخر صفحة من صفحات الذكر والثواب ، ونودع جلسة لمّل الشمل على طاولة الإفطار التي أحيت من جديد روح التواصل بين السلف والخلف ، وتحجب الأجواء الرمضانية وتتسارع خطوات العائلات الجزائرية لضبط أخر استعدادات عيد الفطر المبارك .
وإن كنا بالأمس وبالضبط في ليلة الشك المصادفة ل22 مارس الفارط ننتظر على أحر الجمر اجتماع اللجنة الوطنية للأهلة لتحديد أول يوم من رمضان 2023 ، فالتاريخ اليوم يعيد نفسه عند عجلة التحضيرات الخاصة بعيد الفطر المبارك و ترقب هلال شوال .
بعد شهر من الصيام والقيام وبعد المراحل والأجزاء الثلاث لموسم رمضان الفضيل تصب العائلات الجزائرية كل اهتماماتها اليوم في استكمال ما تبقى من رزنامة العيد والتدابير المرتبطة بعملية استقبال أول يوم من شوال وتبادل التهاني .
حركة غير عادية تشهدها هذه الأيام أحياء وهران وضغط وتهافت كبير على محلات بيع الملابس الجاهزة والاكسسورات والزينة والفضاءات التجارية الكبرى بعد الإفطار مباشرة لاقتناء كل ما تحتاجه ربة البيت في هذه المناسبة بالذات ، وازدحام على طول الخط بالمسالك الرئيسية المؤدية إلى الجهة الشرقية للمدينة والتي أصبحت قبلة المتسوقين من داخل وخارج الولاية .
سباق مع الزمن لإحياء مظاهر الاحتفال بالعيد ونشاط وحرص متبادل بين العائلات للحفاظ على الطقوس الشعبية وثقافة استقبال هذه المناسبة الدينية حتى لا تتلاشى عادات وتقاليد المجتمع وتُركن في خانة الزمن الجميل .
استعادت شوارع وهران نشاطها وعافيتها منذ الأسبوع الأول من الشهر الكريم ، وبدأت تتصاعد نسبتها مع حلول منتصف رمضان إلى أن أصبحت تعج بالمتسوقين عشية العيد والأبعد من ذلك فقد أضحت ليالي رمضان تشبه نهارها مع اقتراب نقطة الصفر في حضور دوريات المراقبة وتعزيز الجانب الأمني بكل المنافذ والوجهات .
ويما أن الكثير من العائلات تحبّد التسوق بعد الإفطار ، فقد ضبطت المحلات التجارية والمساحات الكبرى عقارب ساعتها على هذا الموعد حتى تسمح للوافدين انتقاء ما يلزمها وحتى تستغل هي الأخرى فرصة الإقبال لرفع رقم أعمالها .
أمام العروض التي توفرها النقاط المتواجدة بالشرق ، فقد نزحت أغلب العائلات نحو الجهة المخالفة بعدما وجدت ضالتها في تنوع السلع المسوقة ، مستغنية بذلك عن خدمات وسط وغرب المدينة و ما هي سوى ساعة من الزمن على موعد الغروب حتى تدب الحركة في هذه المواقع وتبدأ سيول من المتسوقين تتوافد على أحياء العقيد لطفي والياسمين والسلام وتظل على هذا الحال من محل لثاني ومن مكان لأخر إلى غاية ساعة السحور موعد العودة برصد أخر دينار لتغطية مصاريف التبضع .