بحديقة 20 أوت بأعالي مدينة مستغانم وبمناسبة شهر التراث الذي يمتد من إلى غاية 18 ماي 2023، أحيت كل من جمعية علياء بالتنسيق مع جمعية الأفق الأزرق والفيدرالية الولائية للفنون الثقافية لولاية مستغانم وحضور شرفي لجمعية لمة لحبات توأمة للمجتمع المدني خصصت للباس التقليدي الجزائري الأصيل "البرنوس" المنتشر بقوة عبر كل التراب الجزائري على وجه العموم ومنطقة الغرب مستغانم ووهران ... على وجه الخصوص ، خلال هذه الأمسية الثقافية التاريخية التراثية التي حضرتها العائلات المستغانمية وأطربتها الفرقة العيساوية نجحت الجمعيات المذكورة التعريف باللباس التقليدي الجزائري الأصيل الذي يعود حسب دكتور التاريخ بجامعة تيارت بليل محمد إلى بداية الفتح الإسلامي ، فبعدما أسلمت الساكنة اختلط اللباس التقليدي الجزائري الذي كان متداول آنذاك بكثرة باللباس التقليدي العربي ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما تطور ليمتد إلى العهد العثماني الذي أدخلت عليه عدة رتوشات وهكذا استمر هذا اللباس التقليدي إلى غاية مرحلة سقوط الجزائر تحت الحكم الإستدماري الفرنسي الذي اجتهد كثيرا لطمس الهوية الجزائرية ، حيث لم يسلم من مخططه الجهنمي اللباس التقليدي الجزائري الأصيل ، حيث حاول استبداله باللباس الأوربي ، إلا أن الشعب الجزائري تشبث بلباسه التقليدي الأصيل الذي يتكون أساسا من أجزاء متكاملة ومترابطة مع بعضها بدأ بالحذاء العربي الذي كان يسمى كذلك ب"صباط زقاي" ، أما داخل المنازل فكانت الساكنة ترتدي "الخُف" نسبة إلى خفة وزنه الحذاء ونعومة ملمسه المصنوع من الجلد ، سروال التستيفة ذات 64 طية ، الجيلية أو السترة ، العمامة أو السورية ، عصا المشي أو "الخيزرانا" ، ساعة الجيب والعباءة ، إلى جانب هذا منح المنظمون مساحة للشعراء الذين ساهموا في انتعاش هذه التظاهرة على غرار غوبريني بلقاسم ، كريم عدلي وهواري ميراثي الذين قدموا قصائد من الشعر الملحون حول مزايا البرنوس واللباس التقليدي الجزائري الأصيل إلى جانب ذكر خصال الشخصيات الفنية والثقافية لمدينتي مستغانم ووهران كالشيخ سيدي لخضر بن خلوف ، معزوز بوعجاج ، مكي نونا ، قاسم الشيخاوي ... و فنانوا القناوة ، العيساوة ، فرق أصحاب البارود ... في الأخير اتفق الجميع على إعادة تنظيم مثل هذه التظاهرة وتوسيعها إلى ولايات أخرى كون الهدف منها هو إيصال الرسالة إلى الأجيال الحاضرة والقادمة وتعريفهم بأهمية اللباس التقليدي ، التراث ، الشخصيات وتاريخ الجزائر الأصيل.