إحياء للذكرى 78 لمجازر 8 ماي 1945 ، عرض متحف المجاهد بالتنسيق مع مديرية الثقافة والفنون لولاية مستغانم شريط وثائقي مدته 28 دقيقة بعنوان "حزب الفهود السود الأمريكي في الجزائر" ، الشريط الذي عرض بقاعة سينما
الحبيب حشلاف "سينموند سابقا" يعود بالمشاهد إلى أحداث ذات علاقة بالحركات التحررية "الافرو أمريكية" التي اشتد إزرها خلال ستينيات القرن الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية ، هذه الحركات التي كانت تطالب بحقوقها المدنية والسياسية وجدت في الجزائر كمثيلتها الإفريقية ملاذا لها على غرار الحركة الشعبية لتحرير أنغولا التي كان يرأسها آغوستينو نيتو ، حزب الآ آن سي الجنوب الإفريقي لنيلسون مانديلا ، تجمع الضباط الشيوعيين البوركينابي التي كان يرأسها توماس سنكارا ، الحزب الإفريقي لتحرير غينيا وجزر الرأس الأخضر للغيني آميلكار كابرال ... إلى درجة أن هؤلاء القادة الإفريقيين والأمريكيين كانوا يلقبون الجزائر بمكة الثوار ، حيث كانوا يجدون إما آذان صاغية أو مساعدات مادية ومعنوية ومواقف سياسية جادة في محاربة القوى الإستعمارية والأمبريالية التي كانت تقمع الشعوب وتحرمهم من أبسط حقوقهم " الحقوق السياسية والمدنية " ، الشريط الوثائقي يعتمد على شهادات حية لعدد من الشخصيات التي احتكت بالفهود السود في ستينيات القرن الماضي على شاكلة مترجمة حزب الفهود السود السيدة ألين المختفي ، كتاب وباحثين أمثال كمال بوشامة ، ديلمي محمد الطاهر ، سمير بغلي و كذا نبيل جدواني باحث في تاريخ السينما الجزائرية ، حيث أوضح هؤلاء من خلال مداخلاتهم أن الفهود السود هربوا من الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة سرية إلى كوبا خوفا من القمع المسلط عليهم من قبل البوليس الأمريكي خاصة بعد مقتل زعيم السود مارثن لوثر كينغ سنة 1968 ، ليلتحقوا بالجزائر التي فتحت لهم مقرا بالعاصمة ومنحت لهم في ذات السياق مساحة وحرية كبيرة للتنقل وبث أخبار برنامجهم القائم أساسا على المطالبة بالحقوق المدنية والإنسانية ، حدث هذا في ظل قطع الجزائر علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1967 بسبب حرب ستة أيام بين الدول العربية و الحركة الصهيونية . هذا المد الثوري بين الجزائر وحركة الفهود السود استمر إلى غاية سنة 1972 أين قام مناضلين سود باختطاف طائرة ركاب أمريكية وطلبوا من شركة الطيران "دلتا" فدية مالية بقيمة مليون دولار أمريكي ، هذا الفعل أدخل الحركة في خانة الإرهاب ، فاضطرت الجزائر إلى التدخل وإرجاع الأموال إلى الشركة وتغيير مواقفها اتجاه حزب الفهود السود ما دفعهم إلى مغادرة الجزائر والتشرد عبر دول أوربا خاصة ومنهم من عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، الشريط الوثائقي الذي انتجه بلولو محمد الأمين مرشح للعرض في مهرجان "بلاك بانتر فستيفال / black panthers festival" بنيويورك نهاية ديسمبر 2023 .