نظم الأربعاء مخبر تصميم النماذج الإعلامية في التاريخ الاقتصاد الاجتماع والسياسة "سيقما"، التابع لمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية "كراسك" وهران، بالتنسيق مع المنتدى الإعلامي الوطني الجزائري، يوما دراسيا بعنوان "الجريمة الالكترونية في الجزائر : مفاهيم، مقاربات وحلول إجرائية، بمشاركة أكاديميين وخبراء في علم الإجرام ومحاربة الجريمة الالكترونية، التابعين للقيادة الجهوية للدرك الوطني بوهران. دعا المشاركون في هذه الندوة العلمية التي احتضنها "كراسك" وهران، إلى إدراج التربية الالكترونية في المقررات الدراسية، لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، وتربية الأجيال على الوقاية منها، خصوصا في ظل استفحال الظاهرة العابرة للقارات، وأكد أحمد أوكيلي الإعلامي ومدير المكتب الجهوي للشروق بوهران، أنه وفي ظل خطورة الظاهرة وصعوبة حصرها، يجب إدراج مادة التربية الالكترونية في البرامج التربوية، لتعريف النشء بهذه الظاهرة والوقاية منها، خصوصا وأنها تختلف اختلافا جذريا عن الجريمة الكلاسيكية، المعروفة في الزمان والمكان، مقدما بعض الأدلة عن التحديات التي واجهت المختصين والخبراء الأمنيين في مواجهتها، وأضاف الإعلامي أحمد أوكيلي، بأن ما يعرقل من مهمة محاربتها، هو صعوبة تحديد معايير التجريم ووسائل الوقاية، فمثلا ما يعتبر هنا جريمة إلكترونية أخلاقية قد يعتبر في بلد آخر غير ذلك، داعيا إلى استحداث آليات جديدة للتعامل معها، مقدما بعض الأرقام حيث وفي 2021 وخلال ملتقى علمي نظم بالجزائر العاصمة، تم تسجيل 8000 جريمة في 2020 وهو رقم كبير ويحتاج إلى استراتيجية محكمة للحد من الجرائم الإلكترونية. كما عرف الملتقى تقديم سلسلة من المداخلات تعاقب عليها العديد من الأساتذة والمختصين من عدة جامعات منها مداخلة د. نجاة لحضيري وهي باحثة دائمة بمركز "كراسك" بعنوان "مفاهيم الجريمة الإلكترونية في القوانين الجزائرية"، كما نشطت الدكتورة نادية زواني بتقنية "الزوم" وهي أستاذة محاضرة بجامعة الجزائر1، مداخلة بعنوان "الإجرام المعلوماتي"، محاضرة تطرقت فيها إلى ضرورة التكثيف من حملات التحسيس والتوعية وتكوين الخبراء والأكاديميين، على كيفية الحد من انتشارها، لاسيما في ظل الطفرة المعلوماتية الكبرى التي يعرفها العالم اليوم. وفي الظهيرة تواصلت سلسلة المحاضرات حيث قدم المقدم عابد بن زينب عن القيادة الجهوية للدرك الوطني بوهران، محاضرة قيمة بعنوان "دور الدرك الوطني في مكافحة الجريمة الإلكترونية تحدث فيها وبإسهاب عن طريقة عمل الهيئات الأمنية المتخصصة في الجريمة ومختلف المخابر والدوائر التي تعمل ليل نهار من أجل تفكيك "شيفرة" العديد من الجرائم التي يصعب تفكيك طلاسمها. وكشف في هذا الصدد عن أنه في سنة 2021 تم تسجيل 101 دقيقة معدل استعمال يومي للهاتف النقال و145 دقيقة في العالم، و26.35 مليون مستخدم للانترنت في 4.66 مليار شخص في العالم و25 مليون مرتاد على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر و7.3 مليار عالميا، و9.3 بالمائة في التجارة الالكترونية وطنيا و5708 بالمائة في العالم. وكما قدمت الدكتورة زهرة غمشي من جامعة وهران 1 محاضرة بعنوان "الحماية القانونية للخصوصية الرقمية في ظل قانون 18-07 المتعلق بحماية الأشخاص الطبيعيين في مجال المعطيات ذات الطابع الشخصي" لتختتم سلسلة المحاضرات بمداخلة للدكتورة نوال كروش من جامعة "غليزان" بعنوان :" مكافحة الجريمة الإلكترونية بين التصدي وعوائق الإثبات. ليفتح المجال للنقاش وتعددت الأسئلة بين ضرورة الإسراع في تحيين القوانين بما يتناسب ويتكيف مع التطورات التي تعرفها الجريمة الإلكترونية اليوم.