تم اليوم إعادة دفن رفات، شاعر المقاومة الشعبية، المرحوم الهاشمي بن سمير، الملقب في زمانه بـ"الطير الأبيض" ، في مربع الشهداء بمقبرة عين البيضاء، بعد نقل رفاته من مقبرة مول الدومة برأس العين.
في جو مهيب ملؤه الخشوع والتدبر، وبحضور بعض أفراد عائلة الفقيد، يتقدمهم نجله السيد بلخير بن سمير، وفنان الأغنية الوهرانية والبدوية سي الهاشمي بن سمير، وبعض أفراد عائلته، فضلا عن وجوه فنية وإبداعية، يتقدمهم الهاشمي بوسيف، المدير الجهوي السابق لـ"أوندا" بوهران والشاعر الشعبي كريم عتلي، والشيخ هواري ميرازي سفير لباس التراث والأصالة، تم إعادة دفن رفات هذا الشاعر الكبير، الذي ناضل ودافع بقلمه وكلماته الصادقة، عن الجزائر في زمن الاستدمار الفرنسي، حيث قاوم واستمات في تنوير الرأي العام، والتعريف بالقضية الوطنية العادلة، في زمن عمل المستدمر على طمس الهوية والتاريخ ومحاربة الإسلام واللغة العربية، وقد خلّف هذا الرجل رصيدا إبداعيا كبيرا، يزيد عن 250 قصيدة، أشهرها "بيا داق المور"، التي أعاد تأديتها كبار فناني الأغنية الوهرانية، يتقدمهم المرحوم بلاوي الهواري وغيره من المبدعين.
وقد كانت مراسم إعادة دفن رفات، شاعر المقاومة الشعبية الشيخ بن سمير، فرصة لاستذكار مناقبه ودعوة الشباب إلى الاقتداء بهؤلاء الأكابر، الذين أبدعوا في مقاومة المحتل، رغم قلة الإمكانيات والضغوطات الرهيبة، التي مارسها لمنع تمدد الوعي وسط الأهالي.