حكاية مكان... ساحة أول نوفمبر.. ذكريات أجيال

حكاية مكان...  ساحة أول نوفمبر.. ذكريات أجيال
صيفيات
أول حكاية نتوقف عندها في أول عدد من صفحات "صيّف مع الجمهورية" هي حكاية مركز المدينة القديمة، أعرق ساحاتها التاريخية، الواجهة الأولى والوجهة التي لابد لكل زائر لوهران أن يتوقف بها، ساحة أول نوفمبر 1954 التي تحمل تسمية تاريخ إندلاع الثورة الجزائرية المجيدة، معروفة بساحة السلاح "place d’armes" كما كانت تسمى في فترة الإستعمار الفرنسي، هي من أبرز رموز ومعالم عاصمة الغرب، شيدت سنة 1886 موازاة مع تشييد مبنى البلدية، محاطة بالمباني الأثرية القديمة وتتوسط فسيفساء الجمال، المسرح الجهوي عبد القادر علولة، ومبنى البلدية، ويقابلها تمثال الأسدين في شموخ. كما يتوسطها النصب التذكاري الشهير الذي يلوح لأفق المدينة في حكاية أخرى من حكايات حضارات "الباهية". شهدت الساحة العريقة التي يقدر عمرها اليوم 137 عاما، عدة عمليات تهيئة وتوسعة غيرت ملامحها القديمة، فعبرها كانت تمر قاطرات الترامواي سنوات الأربعينات والخمسينات، ثم تحولت إلى محطة لحافلات بعض الخطوط الحضرية، وكانت على مدار الزمن مساحة للراحة والاسترخاء ومكانا لأخذ الصور التذكارية من أمام النصب التذكاري ونافورة المياه التي كانت تتوسط الساحة. كما كان شعراء الملحون يتغنون بقصص جرت تفاصيلها في وهران ومرت على هذا الموقع الأثري. لازالت الساحة تحتفظ بخصوصيتها ورونقها، فيها أسرار تبوح بها عن عمق المدينة العريقة لكل سائح، أسرار فيها ذكريات أجيال ممتدة عبر سنين وتفاصيل حكاية عاشها ويعيشها كل زائر.

يرجى كتابة : تعليقك