مسرحية "دار ربي" ، هي مسرحية درامية ، تدور أحداثها حول هروب سجينين "سليمان والقاضي" من سجن كان يتعامل جلادوه مع المساجين إلا بالقوة ، القتل والتعذيب ، خلال هروبهما اختار السجينين أصعب الحلول وهو الهروب عبر الطريق الصحراوي آملين من وراء ذلك انفلاتهما وبصفة نهائية من قبضة الحراس الذين أمرهم قائدهم بمطاردة السجناء وإعادتهم إلى السجن مكبلين ومقيدين بالسلاسل ، سليمان والقاضي استطاعا أن يقطعا مسافة كبيرة في عمق الصحراء ، وعند وصولهما إلى منطقة بها بئر قررا حط الرحال والمكوث بذات المكان إلى أن يفك الله حصرهما وهذا بالرغم من إلحاح السجين سليمان مواصلة السير لتعميق المسافة أكثر بينهما وبين الجلادين إلا أن القاضي كان في كل مرة يبدي رغبته في البقاء في هذا المكان الذي يوجد به البئر ، في إحدى الأيام يطل عليهم المدعو الحبيب وهو شخص حكم عليه بالنفي من بلده وهو إنسان معاق حركيا ، بعد تعريفهم بشخصه وعائلته الصغيرة المشكلة من الوالدة والآخ الأصغر يبادلهما الحبيب أطراف الحديث ، حيث يسرد في عجالة مسار حياته ، فبعد وفاة والديه بات لزوما عليه تربية أخيه الأصغر إلى غاية تعرضه إلى كسر في رجله اليمنى وهو يقوم بأعمال شاقة ، كما روى لهم أحداث زجت به إلى السجن لمدة عشر سنوات خلصت بنفيه من بلده وهكذا وجدهما في طريقه ، وهو يبادلهما الأخبار يقتحم المجلس شخصين يرتديان الزي الخاص بسجن المؤسسة العقابية ، يبدوا أنهما أخوين ، اتضح فيما بعد أنه حكم عليهما بالسجن المؤبد بسبب شنقهما صاحب الورشة التي كانا يشتغلان بها وهذا بعدما رفض صاحب الورشة منحهما حقوقهما المادية ، هكذا اجتمع في هذا المكان الذي اتفق على تسميته ب "دار ربي" أربعة سجناء ومنفي ، لكل واحد منهم قصة وحكاية دراماتيكية ، ففي الوقت الذي كان هؤلاء يعتقدون أنهم تخلصوا من حراس السجن الذين كانوا يطاردونهم ليل نهار ، تمكن هؤلاء الحراس من اكتشاف مكان اختبائهم وفي لحظة ارتباك يطلق أحد الحراس النار على السجين القاضي فيرديه مقتولا ، عندها يتم إلقاء القبض على بقية السجناء الفارين والزج بهم مرة أخرى من حيث فروا ، عن هذه اللوحة يسدل الستار على المشهد معلنا نهاية العرض تحت تصفيقات الحضور الذي أبى إلا أن يحضر بقوة للعرض الأول لمسرحية "دار ربي" التي كتبها المسرحي ولد عبد الرحمان كاكي .