جزائر... يا روعة القادر!

آراء و تعليقات
بلادي! أي حلة ألبسك في الذكرى الواحدة والستين لاسترجاع سيادتك.. يا بلد الثوار وقبلة الأحرار.. صاحبة "السر المكنون في رقة القلوب ودمع العيون"... يا من خضت واحدة من أعنف حروب التحرير في القرن العشرين، فلم تكن ثورة عادية ضد مستدمر غاشم يمكن دحضه...بل وقفت بالند ضد حلف غالب الدنيا وأسقط إمبراطوريات عظمى اسمه حلف شمال الأطلسي ...، فلقنت فرنسا وأذنابها درسا يحتذى به في النضال من أجل انتزاع الحرية، فألهمت.. بل ساهمت في نصرة الشعوب المستضعفة، ورافعت لصالحها في المحافل الدولية..وما تزالين على دأبك... سند لآخر مستعمرة في إفريقيا من أجل شعب الصحراء الغربية، والقضية العربية الفلسطينية، ثابتة على مبادئك في سياستك الخارجية التي لا ينكرها عليك أحد في أرض الواقع، من عدم تدخل في شؤون الغير، ورفض أي تطفل على أمورك الداخلية، وشعار المعاملة بالند الذي رفعه السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية منذ وصوله إلى سدة الحكم بعد حراك أصيل ومبارك. بلادي! أنت أساس الكرامة.. والقومية العربية، وجمع شمل الفصائل والفرقاء فوق أرض الشهداء، ومهد الحكامة والوساطة الدولية، ومقارعة الحجة بالحجة، وفرض المنطق العربي عن جدارة واستحقاق، واحترام دولي لبلد لم يهادن ولم يهرع للتطبيع... محافظ على الثوابت والقيم، وقوة مستمدة من شعب أبي وثورة عظمى تدرس إستراتيجيتها في أكبر الجامعات، ويستعين بها كبار القادة العسكريين والثوار.. أي نعم هي بلادي التي خلّدتها قصائد زكريا بنشيد قسما وإلياذة الجزائر "مطلع المعجزات.. وحجة الله في الكائنات"، وربطها ابن باديس بالأصل في العروبة عندما صرخ "تحيا الجزائر والعرب"، وتغزل بها وبثورتها فطاحل الشعر العربي مابين الجواهري، والسياب، والبياتي، والعيسى والملائكة... وأقواها ما جاء على لسان شاعر الحب نزار عندما اعترف أنه أحس بعد أن رأى الجزائر أنها أكبر من جميع عشاقها، وأعظم من جميع ما كتب عنها.. أي نعم هي الجزائر وما أدراك ما الجزائر.. المقاومة دائما والرافضة للخضوع والخنوع... ولنا في الأمير عبد القادر وأبيه محي الدين، وأحمد باي، وبومعزة، والمقراني وبوعمامة ولالة فاطمة نسومر والشيخ بوبغلة إلى بن بولعيد وبن مهيدي وزبانة وحسيبة وجميلة أسوة في النضال والوطنية، والبحث عن الحرية، ولمن يجهل هذا عن الجزائر عودوا إلى كتب التاريخ وتفحصوها... راجعوا مقاومة الزعاطشة وأولاد سيدي الشيخ، وانتفاضة الناصر بن شهرة والطوارق... تأملونا في ثورتي الأوراس الأولى والثانية.. بلادي! هي حقائق يعلمها القاصي والداني ولا ينكرها إلا لئيم ودني.. ملحمة إنسانية كان أبطالها أجدادنا ويقطف شباب اليوم ثمارها...فكانت نسائم الحرية التي ننعم بها ونستنشق هواءها ، برايات مجد ترفرف في أعالي سمائنا منذ الخامس جويلية 1962 محسودين عليها من غيرنا.. نختال بين الأمم مرفوعي الهامات بتاج عز يرصع جبيننا... في طريق كان منذ ستة عقود ونيف محفوف بألغام الحقد الدفين.. فعبدت إسفلته دماء زكيات طاهرات لقوافل شهداء أبرار ومجاهدين بواسل... وأدمغة رجال ينحني المرء أمامها احتراما لما أنجزته في جولات مفاوضات ايفيان، حين جلسوا وفق مبدأ الندية أمام الفرنسيين، معبرين عن إرادة شعب، وأجبروا المستعمر على الموافقة على قرار وقف إطلاق النار رغم كل محاولات التملص. هو إذن 5 جويلية 1962 ... التاريخ الذي لم يأت عبثا، ورمز لعيد استقلال هو في الأصل "تذكير للأجيال القادمة بأن الحرية لا تأتي بالهبة، بل تتحقق بالنضال والتضحية"، وهو نتاج تضحيات جسام قدمها مجاهدون أشاوس، منهم من قضى نحبه فاستشهد في سبيل أن يحيا جيل اليوم في حرية ومنهم من واصل معركة البناء بعد الاستقلال، فتسيدت الجزائر..وهي اليوم فاعل مهم في حظيرة الكبار.. منتخبة بالإجماع في مجلس الأمن الدولي، ونائبة في مجلس الحبوب العالمي، ومحط اهتمام مجموعة البريكس، وتخطب روسيا القيصرية ودها. هي جزائرنا التي لا تكفينا في مدحها ورد جميل صنيعها كلمات الخطباء ولا أبيات الشعراء... من حقها علينا أن نواصل مسيرة الشهداء، بتكاتف الجهود وتعزيز اللحمة الوطنية، التي برهنت المواقف في أكثر من مناسبة أنها متغلغلة في الوجدان، والمحافظة على الأمانة، فالإرث ثقيل والسعي ينبغي أن يكون حثيثا من أجل أن يبقى هذا الوطن قائما بفضل قيادته الرشيدة، والجيش الوطني الشعبي.. سليل جيش التحرير الذي يذود عنها ويحميها من كل المخاطر.

يرجى كتابة : تعليقك