طبوع وألوان مختلفة زينت ركح مسرح الهواء الطلق "صايم لخضر" بسيدي بلعباس ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي التي سافر من خلالها الجمهور العريض بدون تأشيرة إلى عدد من بلدان العالم التي تشارك في النسخة ال 13 من هذا الحدث الفني المتميز الذي أضفى حركية ثقافية كبرى بعاصمة المكرة التي تكتسي حلة جميلة جمال ضيوفها.
بداية السهرة الثانية للمهرجان كانت مع الفلكلور الجزائري الأصيل و بالتحديد الرقص القسنطيني الذي أدته جمعية جسور للفنون و التراث الشعبي في لوحة فنية جميلة حضر فيها اللباس القسنطيني المطرز بالخيوط الذهبية و أنغام المالوف و الرقص بخطوات متباطئة متقنة، لتكون الوجهة بعدها إلى تركيا التي مثلتها فرقة "أديم سنا مركزي" و التي حرصت على تقديم جزء من التراث التركي الأصيل،هذا و كانت روسيا حاضرة على الركح من خلال فرقة "بودموسكوفني فيشيرا" والتي قدمت ثلاث لوحات فلكلورية مستوحاة من عمق هذا البلد العظيم وقد أبدع الراقصون والراقصات في تجسيد هذه اللوحات التي إستطاعت أن تضع بصمتها الإيجابية من خلال تفاعل الجمهور معها وإبدائه لإعجابه الكبير بالحركات المتناسقة والأزياء الجميلة والفسيفساء المنوعة، إلى جانب حضور مميز لفرقة "كاثري كاتريني" التي قدمت عروض رقص جميلة أعجب بها جمهور المكرة.
السهرة الثانية كانت مميزة بتنوع الطبوع الجزائرية التي أبرزت الموروث الثقافي المنوع والزاخر فمن التراث العباسي الذي جسدته الجمعية الثقافية "أهل البلاد" من سيدي بلعباس التي زعزعت الركح والمدرجات برقصات العلاوي و التي تفاعل معها الجمهور و صفق لها مطولا، إلى الرقص العاصمي المميز الذي جسدته الجمعية الثقافية لتطوير الموسيقى و الفنون الكوريغرافية التي قدمت لوحات فنية جميلة تبرز تقاليد و عادات أهل المنطقة في الأفراح و الأعراس، ومنه إلى الجمعية الثقافية للرقص الفلكلوري التي قدمت من تيزي وزو التي قدمت لوحات من عمق القبائل بحيث سافر معها الجمهور على متن قافلة فلكلورية جميلة فقدمت لوحتين إثنتين منتقاة بعناية من الفلكلور القبائلي، فاللوحة الأولى بعنوان "موسم جني الزيتون" و اللوحة الثانية رقص قبائلي على أنغام عملاق الأغنية القبائلية علاوة و التي تفاعل معها الجمهور العباسي كثيرا و الذي إستحسن مثل هذه التظاهرات التي أنعشت صيف المكرة، لتختتم الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التونسية السهرة بتأديتها لعروض رقص متميزة تبرز التراث الشعبي لهذا البلد الشقيق.
هذا و بالتوازي مع السهرة المنتظمة بمسرح الهواء الطلق "صايم لخضر" تم تنظيم سهرة أخرى بساحة الألفية أو المعروفة بالمقطع 2 بمشاركة كل من فلسطين، بلغاريا، السنغال، مصر، غرداية، خنشلة و سيدي بلعباس.
