عودة المغتربين تُجمّل لمّة العائلات

القعدة ما تحلاش غير في بلادي

القعدة ما تحلاش غير في بلادي
صيفيات
ككل موسم صيف يختار المغتربون من أبناء الجالية الجزائرية المقيمون في الخارج قضاء العطلة السنوية بأرض الوطن وسط الأحباب والأقارب في أجواء عائلية خاصة تطبعها مظاهر الفرحة والفرجة بين القعدة الزينة في ضيافة الأهل ، وبين الاستمتاع بكل ما تزخربه الجزائر من جمال طبيعي وموروث ثقافي وشعبي متنوع بتنوع طرقه وأشكاله . ما يميز موسم الاصطياف في السنوات الأخيرة وبعد رفع الحجر الصحي العودة إلى ارض الوطن التي تفتح بابا أخرا من أبواب التواصل الاجتماعي وتزحف إلى المجتمع الجزائري لتكسر الجليد وتطرق فرحة رؤية العائلة أبواب القلوب المتحجرة ، وينعم المغتربون العائدون بنعمة قضاء العطلة في كنف العائلة التي افتقدوها طويلا . هي فرحة أخرى تتفاوت درجتها وتختلف عن أجواء إحياء المناسبات العائلية فتصنع جلسة خاصة قد لا تتكرر مستقبلا وقد تتفوق على كل أنواع التباغض والتخاصم في لحظة لقاء مميزة تجمع كل أفراد العائلة فيلتف الجميع وتزول الاختلافات بعد سنوات من الغياب فرّقت بين الكبير والصغير وبين القريب والبعيد . وإن كانت هذه العودة تصنع يوميات المغتربين وتجعلهم يغوصون في ذكريات الماضي الجميل ، فإنها تزيد من تمتين الروابط وتساهم في توطيد صلة الرحم من خلال تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والجلسات التي تنظمها كل أسرة لاستضافة ابنها المغترب في حضور كل الأفراد حول مائدة الغذاء ، أو العشاء تزينها الأطباق التقليدية والعصرية المرتبة بطريقة فنية تعبيرا عن فرحتها بعودة الغالي . وجرت العادة أن قضاء عطلة الجالية الجزائرية على أرض الوطن تأخذ طابعا مغايرا وسط ما تقدمه العائلة لها حيث يحاول كل طرف الاحتفال بها بطريقته الخاصة وبنكهة مختلفة عن البقية بتنظيم قعدة تليق بها وتعوضها عن ألم الغربة . وتتباين العروض التي تمطر على الجالية الجزائرية من أول يوم تسجل فيه دخولها بين الدعوات الخاصة التي توجهها العائلة المستضيفة لها لقضاء عدة أيام واسترجاع أيام زمان ، وبين الخرجات المنظمة التي تفضل بعض الأسر برمجتها نحو المرافق السياحية والرحلات الاستجمامية إلى المنتزهات والشواطئ ، لا سيما التحويسة عبر قوارب النزهة التي أضحت تقدم خدماتها للسياح وتستقطب عدد كبير من العائلات ممن تعشق ركوب رحلة المغامرة والاستكشاف .

يرجى كتابة : تعليقك