تعتبر الشاربات من المشروبات الجزائرية المعروفة والتي تتزين بها موائد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك منذ قديم الزمان ، ونحن نتحدث عن هذا الشراب المنعش نجد أنفسنا مباشرة نتذكر تلك الزاوية التي تشتهر بصناعة مشورب الشاربات منذ ما يفوق نصف القرن بسوق الحمري بوهران والتي يطلق عليها اليوم بمحل "شاربات البركة" هذه الزاوية الصغيرة والكبيرة بتاريخها يتوافد إليها طيلة أيام السنة أغلب ساكنة وهران كما تعرف إقبالا كبيرا من طرف سكان الولايات الغربية كمستغانم وعين تموشنت وحتى غليزان ومعسكر وتلمسان خلال الشهر الفضيل .
وصبيحة هذا السبت وخلال جولة قادت جريدة الجمهورية لسوق الحمري وقفنا على الإقبال الكبير الذي يعرفه المحل منذ الساعات الأولى من النهار إلى غاية أذان صلاة المغرب وأنت تقف أمام واجهة المحل تجلبك الألوان والروائح العطرة للفواكه المتنوعة التي تزين المحل وكذا المعاملة الجيدة للعاملين به ، ولمعرفة سر نجاح أصحاب هذا المشروع القائم من طرف عائلتي (بن عاشور وبركة) منذ سنة 1962 إلى يومنا هذا كشف صاحب المحل أن لغز نجاح المحل هو الحفاظ على الذوق الأصلي لمشروب الشاربات من خلال انتهاج نفس الوصفة والطريقة في تحضير هذا العصير وكذا نفس المواد التي تحتويه كما تركه الأجداد ومواصلة الأحفاد في المشوار في الحفاظ على سمعة المشروب والمحل ، كما أضاف صاحب المحل عن سبب الإقبال الكبير على المحل لازيد من نصف قرن ، قائلا : " نحن نبيع اللتر والنصف من الشاربات بـ 100 دج منذ أزيد من 15 سنة ،وهذا رغم ارتفاع المواد الأولية لصناعته مثل مادة الحليب المجفف الذي تجاوز سعره الـ 1000 دج للكيلوغرام الواحد والارتفاع الذي عرفته مادة السكر طيلة هذه السنوات إلا أننا لا نزال نبيع بنفس السعر الذي عهدنا عليه الزبون ومبلغ الـ 100 دج في متناول جميع الطبقات حيث يعتبر هذا المشروب ضروريا في البيوت الوهرانية والجزائرية خلال شهر رمضان المبارك "
ومن أهم المكونات التي تستعمل في هذا المشروب نجد : عصير الليمون الطبيعي المركز ، السكر ، الحليب المجفف والماء وغيرها من الإضافات التي يحتفظ بسرها أصحاب الحرفة ما تجعل المشروب منعشا ويمد الإنسان بطاقة ويجنب الصائم العطش خاصة في الصيف ، والى جانب مشروب "الشاربات" يقوم اليوم القائمون على المحل بإنتاج أنواع أخرى من العصائر بالاعتماد على مختلف أنواع الفواكه والمكسرات .