الخطبة في أعراس مستغانم

الخطبة  في أعراس مستغانم
صيفيات
ما هو معروف عن ساكنة مستغانم أنها محافظة متمسكة بعاداتها وتقاليدها المتوارثة منذ قرون إلا أن الكثير منها بدأ يندثر بسبب الثقافات الدخيلة وتغير نمط الحياة الاجتماعية بصفة عامة بعدما أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة ، ففي القديم وإلى غاية سبعينيات القرن الماضي كانت غالبية بنات مدينة مستغانم تمكث في البيوت وتتعلمن العديد من الحرف التقليدية كالطرز ، النسيج ، الخياطة ، الفتلة ، المجبود ، السوتاج ... وكذا أنواع من الأكلات الشعبية التقليدية المستغانمية كالطعام ، البوفتاتة ، القوارط ... حيث كانت البنات تجتهد في إتقانها لأنها كانت تعلم على أنه سيأتي اليوم الذي تدفع الخطابة باب منازلهن يحدث هذا في غالب الأحيان من قبل إحدى عائلات العروس كالعمة مثلا أو الخالة ، الجدة وحتى الجارة التي تكون لها علاقة صداقة قوية مع هذه العائلة وتثق بها ، لكن أنسب مكان كان يستهوي الخطابات هو الحمام ، حيث أن أغلب الأمهات كن يقصدن الحمام و لمرات عدة كي يتعرفن على الفتاة المرغوب فيها ، رغم هذا لا تتصل الأمهات مع الفتاة المقصودة وإنما تكلف عاملات بالحمام "الطيابات" التي تمدها بمعلومات خاصة بالفتاة وأهلها كون عاملات الحمام يعرفن وعن قرب جل العائلات التي تزور دوريا هذا الحمام ، حيث أن الفتيات يقدمن ومنذ الصغر إلى الحمام مع والدتهن ، بعد جمع كل المعلومات عن الفتاة خاصة من حيث الجمال ، الأناقة ، الإستقامة ، حسن الخلق ... تكلف امرأة مسنة ، محترمة من الجميع و لها القدرة على حسن الخطاب كي تتصل مع عائلة البنت فتطلب منها يد ابنتها ، عندها تتلقى الجواب إما بالإيجاب أو السلب ، في بعض الأحيان تقوم هذه المرأة أو حتى والدة العريس إن كانت هي المكلفة بهذه المهمة بضرب بمرفقها العروس في الفخذ لتتأكد عن مدى تحملها وصبرها مشاق الحياة ، ففي حالة أن كان الرد إيجابي تتهيأ نسوة العريس "الأم ، العمة ، الخالة ، الجدة والجارات" بتخضير أنفسهن في مدة لا تتجاوز 15 يوما لطلب يد الفتاة ، وخلال انتقالهم إلى منزل العروس يتعمدن المرور بالطريق العمومي أو السوق بهدف سماع "الفال" أي التقاط الكلمة الأولى التي تقال في هذا المكان العمومي فإن كانت كلمة حسنة فإن العروس مثلها وإن كان العكس فتكون العروس مثلها وفي بعض الأحيان تتنازل عائلة العريس عن الخطبة بسبب كلمة سيئة . {هذه العادة اندثرت مع الوقت}. بوصول الخطابات إلى بيت الفتاة يستقبل أهل الفتاة زوارهم بالزغاريد ، القهوة و الحلوى ، حيث يتم خلال الجلسة الاتفاق على الشروط " الصداق" القائم أساسا على كرافاش بولحية أو الحبل ، المسيبعات ، المنقوش و الخاتم إضافة إلى بقية لوازم العرس المسماة ب"الطيافير" أو الجهاز المتمثل في ألبسة العروس ، "العمامة" أو الكمال وهو مبلغ من المال يتفق عليه الطرفين عند هذه اللحظة ينتهي دور النسوة ، ليدخل الرجال إلى الساحة وعادة أهل الزوجين اللذين يلتقيان في مقهى و يتفقا على تعيين اليوم الذي تقرأ فيه فاتحة النكاح أو ما يسمى ب "المراكنة" يجتمع أهل العروسين من العائلتين ، الأصدقاء والجيران إما في منزل العروس وفي غالب الأحيان في المسجد بحضور إمام الذي يربط القرآن ، عندها يذهب أهل العريس إلى بيت العروس حاملين هدايا مشكلة من حلويات تقليدية وخاتم من ذهب تضعه العروس في أصبعها يسمى بخاتم الكلمة ، تليها جلسة خاصة معروفة ب "الحنة" تسبق الزفاف بأيام قليلة وفي غالب الأحيان تتفق العائلتان على "الحنة والرفود" في نفس اليوم وهذا لتقليص الفترة الممتدة من خاتم الكلمة إلى الزفاف.

يرجى كتابة : تعليقك